الدراري المضيئة الموصلة إلى الفصول اللؤلؤية،

صلاح بن أحمد المؤيدي (المتوفى: 1044 هـ)

[شرح بقية ألفاظ المقدمة]

صفحة 47 - الجزء 1

  وجرى في العلوم جري سكيت ... خلفته الجياد يوم الرهان

  (ولا شك أنَّ للمتقدم فضيلة السابق المبتدئ) ما زال الفضل للمتقدم معروفاً، وما برح السابق بالفضل موصوفاً، (كما أن للمتأخر وإن قصر عنه فضيلة اللاحق المقتدي)، إذ للمقتدين أجر الإتباع، كما قال سبحانه {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}⁣[الأنعام: ٩٠].

  (نسأل الله أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم) إنما قال نسأل الله اهتماماً بالسؤال لهذه الخطة، وأتى بها فعلية مضارعيَّة لتفيد التجدد كقوله:

  أو كلما وردت عكاظ قبيلة ... يعنو إلى عريهم بنو شهر

  فقد تجدد صدور السؤال منّا على جعل الأعمال خالصة فيكون مستغرقاً للأزمان، مع أن فيه إتعاب النفس.

  (ومرقاة) وهي تستعمل بالكسر والفتح للميم، فبالثاني الآلة التي يرتقى بها إلى السطح كالدرج ونحوها، وبالفتح الموضع الذي يرتقى إليه، يقال فيما يبعد مناله: ذلك أبعد من مرقى الطير، أي المكان الذي يُنتهى في الصعود إليه، يقال من فعله: رقي - بالياء - يرقي، ومن الرقية رقى يرقى، كل ذلك بغير همز، ورقأ الدمع يرقأ مهموزاً، ذكره أبو العباس محمد بن يزيد المبرد، وأراد بالمرقاة هنا المعنى الثاني أي درجة، (موصلة إلى جنَّاتِ النعيم، وهو حسبنا) أي كافياً (ونعم الوكيل) عطف إما على جملة هو حسبنا، والمخصوص محذوف فيكون من عطف الجملة الفعلية الإنشائية على الاسمية الإخبارية.

  وقيل: يجوز أن يكون هو حسبنا إنشائية كنحو: الحمد لله، لكن الأصل في الجمل الأخبار، وأيضاً فجميع ما قبله إخبار إلاَّ أن يحمل على الإعتراض وهو فيه داخل في القول منه في نعم الوكيل، لكونه في وسط الكلام.

  وقيل: يجوز أن يقدر المبتدأ في نعم الوكيل أي وهو نعم الوكيل، جملة اسمية متعلق خبرها إنشاء وهو لا يوجب كون الجملة إنشائية.

  وإمَّا عطف على حسبنا أي وهو نعم الوكيل، يقول في حقه فيكون نعم الوكيل جملة، والمخصوص مقدم ولا يضر عطف الإنشاء على الأخبار في الجمل التي لها محل من الإعراب، كما