الدراري المضيئة الموصلة إلى الفصول اللؤلؤية،

صلاح بن أحمد المؤيدي (المتوفى: 1044 هـ)

[شرح بقية ألفاظ المقدمة]

صفحة 48 - الجزء 1

  نصَّ عليه الزمخشري⁣(⁣١) في سورة نوح، ومثَّلَهُ بقولِه قال: زيد يؤدي الصلاة وصلِّ في المسجد، وكما نص عليه الشريف في قوله {وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ١٧٣}⁣[آل عمران: ١٧٣]، وزيد أبوه صالح وما أفسقه، وعمرو أبوه بخيل وما أجوده، ومثَّلَه بقوله تعالى {لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا}⁣[الأنعام: ٢٧]، وقد نصوا على جواز: ليت زيداً قائمٌ وعمراً قائمٌ، ولا محل للجملة الأولى من الإعراب، فلا يبعد جواز ذلك مطلقاً بحسب المقام.

  على أنَّه قد قيل: لا يلزم على هذا عطف الإنشاء على الأخبار؛ لأن حسبنا مفرد لا جملة، ولا حاجة إلى جعله بمعنى تحسباً وتكفياً، وكذا نعم الوكيل بتأويل مقولٌ فيه فهو أيضاً مفرد.

  وقد قيل: يجوز أن يكون الواو اعتراضاً على مذهب من يجوزه آخر الكلام، وكون الأصل هو العطف، وكون الإعتراض غير مذهب الجمهور لا يقدح؛ إذ قد ظهر للكلام وجه صحة للحمل عليه، وقد دار في هذا بين القوم كلام طويل.

  وهذا أوان الشروع في المقصود والإبتداء، نسأل الله أن يُبلغنا الإنتهاء، فأقول: قال السيد |:


(١) هو محمود بن عمر بن محمد الخوارزمي، جار الله الزمخشري، أبو القاسم المعتزلي، صاحب التصانيف الزاهرة، المحقق الكبير في الحديث والتفسير، والنحو واللغة والمعاني، المتفرد في الفنون بلا ثاني، ومؤلفاته فاقت العد، وتجاوزت الحد، منها الكشاف، والفائق في غريب الحديث، وأساس البلاغة، وربيع الأبرار، والمنهاج في الأصول وغير ذلك، ولادته في رجب سنة (٤٦٧) هـ، بزمخشر، وجاور بمكة، وصاحب الأمير عُلَي بن عيسى بن حمزة بن وهاس ودخل بغداد، واتفق بالامام أبي السعادات الحسني الشجري النحوي، توفي بجرجانية خوارزم ليلة عرفة سنة (٥٣٨) هـ.