الدراري المضيئة الموصلة إلى الفصول اللؤلؤية،

صلاح بن أحمد المؤيدي (المتوفى: 1044 هـ)

فصل: في بيان استفادة العموم من اللفظ

صفحة 430 - الجزء 1

  تعالى {وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ ٢٠}⁣[الحجر: ٢٠]، وكذلك أي كقوله تعالى {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ}⁣[الأنعام: ١٩]، والباري تعالى يوصف بالعلم ولا يوصف بالعقل، فلو عبر به لكان تعبيراً غير شامل.

  (أو) يتناول (غيرهم) أي غير العالِمين (فقط) إما: (عموماً كـ «ما»)، % في قولك: اشتر ما رأيت، فلا يدخل العبيد والإماء، لكن إذا كانت ما نكرة موصوفة نحو: مررت بما معجب لك أي شيء، أو كانت غير موصولة نحو: ما أحسن زيد، فإنها لا تعم.

  (أو) يكون شاملاً لغير المكلفين (خصوصاً كـ «أين وحيث») في المكان (نحو: أين أو حيث كنت آتيك،) ومتى ومتى ما في الزمان % نحو: متى ومتى ما تجيئني أكرمك.

  قال الآسنوي: وقيد ابن الحاجب بالزمان المبهم حتَّى لا يصح أن تقول: متى زالت الشمس فأتني، ولم أرَ هذا الشرط في الكتب المعتمدة.

  والحال الثاني: أن يكون عمومه مستفاداً من اللغة لكن بقرينة، ولذلك قال (أو بقرينة لا من نفس اللفظ) وتلك القرينة قد تكون (في إثبات: كالجنس معرفاً بلامه) أي لام الجنس لا لام العهد كقولك: أهلك الناس الدينار، والظاهر أنه أراد بلام الجنس ما شمل لام استغراق الجنس ولام تعريفه، كما وقع للزمخشري ¦ في قوله تعالى {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ٢}⁣[العصر: ٢]، إن اللام للجنس، وفي {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ١٩٥}⁣[البقرة: ١٩٥]، إن اللام للجنس، فتتناول كل محسن.

  وقوله: (معرفاً بلامه) إختار كلام سيبويه أن حرف التعريف هي اللام وحدها والهمزة للوصل، فيجب مع أن همزات الوصل الكسر لكثرة استعمال لام التعريف، ودليل ذلك تخطي العامل الضعيف إياها، وأنه دليل الامتزاج، وصيرورتها كالجر نحو: بالرجل، ولو كانت على حرفين لكانت لها نوع استقلال، فلا يتخطاها، وتخطى أن لا يفعل لقوته؛ لأنه يجزم الشرط والجزاء معاً على الصحيح، أو لجعلهم لا خاصة كجزءا الكلمة وهو الوجه في بلا مالٍ ونحوه، وهذا لأن الفصل: لم يغير معنى ما قبله ولا معنى ما بعده، فالفصل: كلا، ولما ذكرناه كان الرجل مغايراً للرجل، ولذلك يجوز تواليهما في بيتين ولم يكن إيْطاء، وايضاً دليل التنكير على حرفٍ فهكذا مقابلة.

  وأما الخليل فالتعريف عنده بالألف واللام نحو: هل وقد استدل بفتح الهمزة، وقد سبق العذر عنه وبأنه توقف عليها في التذكرة في نحو قولك: ألي، وبفصلها عن الكلمة، والوقف عليها عند الاضطرار كالوقف على قد في - وكأن قد - في قوله: