الدراري المضيئة الموصلة إلى الفصول اللؤلؤية،

صلاح بن أحمد المؤيدي (المتوفى: 1044 هـ)

فصل: [ألفاظ العموم]

صفحة 433 - الجزء 1

  عَلَى أَرْبَعٍ}، (استفهاماً وشرطاً) كما تقدم، (وموصولة) نحو: عرفت من عرفته، ولا بد من أن تكون الموصولة (لغير تعيين) فأما إذا كانت معه نحو المثال الأوَّل لواحدٍ معين فلا إذ لا عموم فيها حينئذ.

  (وما: لغيرهم) أي لغير العقلاء، (كذلك) أي استفهاماً وشرطاً وموصوله لغير تعيينٍ، واستعمالها لغير العقلاء فهو القياس، وإن ورد غيره مؤول، ومن ذلك ما جاء من خطاب النساء (سبحان من سخركن لنا، وسبحان من سبح الرعد بحمده)، وقد وجه بأن الباري جل وتقدس لما كان لا تدرك حقيقته صح التعبير باللفظ المبهم الحقيقة عنه، قال ابن هطيل ¦: وأما السؤال بها عن صفة من يعقل فالظاهر أنه اتفاق، ومنه أنشد الجرجاني:

  وقائلة لي ما أشجع ... فقلت يضر ولا ينفع

  وقد تقدم أمثلتها.

  (و) من المتفق عليها (أيّ: للعقلاء وغيرهم كذلك) أي استفهاماً وشرطاً، وقد تقدم مثال ذلك.

  (وأين وأينما وأنى استفهاماً وشرطاً) ومثال الأول قد تقدم، ومثال الثاني: أينما زيد، وأينما تجلس أجلس، وما مزيدة لتزيد استفهاماً، وفي الشرط: أنَّا تجلس أجلس، ومثال الثالث: قول الكميت في الاستفهام:

  أَنَّا ومن أين آتك الطرب ... من حيث لا ضنوة ولا أرب

  وفي الشرط: أنى تجلس أجلس.

  (وحيث وحيثما شرطاً للمكان) وقد تقدم مثال حيث وقد ورد استعمالها للزمان قال:

  للفتى عقل يعيش به ... حيث يهدي ساقه قدمه

  ومثال حيثما: حيثما تجلس أجلس.

  (ومتى ومتى ما وأيان للزمان فيهما) أي في الاستفهام والشرط، وقد تقدم مثال الأولين، ومثال الثالث أيان يوم القيامة، وأيان يأت ابنك، قال نجم الدين: وكتب الجمهور ساكنه عن كون أيان للشرط، وأجاز بعض المتأخرين ذلك وهو غير ممنوع. انتهى.

  وقد حذى حذوه المصنف وأبان ما اختصه بالأمور العظيم، قال تعالى {يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ٦}⁣[القيامة: ٦]، وكسر همزته لغة سليم وكسر نونه أيضاً لغة.