الدراري المضيئة الموصلة إلى الفصول اللؤلؤية،

صلاح بن أحمد المؤيدي (المتوفى: 1044 هـ)

الباب الرابع من أبواب الكتاب: باب الخصوص

صفحة 492 - الجزء 1

  ولا تسلم على مضر، إلا الطوال) فقد اختلف الاسم لكون الأوّل ربيعة والثاني مضر، والحكم إذ الأول الإكرام والثاني سلام، والنوع إذ الأول أمر والثاني نهي.

  والصورة الثالثة قوله: (أو الإتفاق في الاسم فقط) أي دون الحكم والنوع نحو قوله تعالى {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ٤ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا}⁣[النور: ٣ - ٤]، فقد اتفق في هذه الجمل الاسم فقط، وهو ضمير الغائب العائد إلى {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ}، واختلف في الحكم وهو الجلد وعدم قبول الشهادة، والحكم بالفسق، وفي النوع إذ الأولى أمرية، والثانية نهيية، والثالثة خبرية.

  والصورة الرابعة قوله: (أو) اتفقت الجمل (في الحكم فقط) دون الاسم والنوع، (نحو: أكرم ربيعة، ومضر مكرمون إلا الطوال) فقد اتفق هاتان الجملتان في الحكم وهو الإكرام دون الاسم؛ إذ الأولى ربيعة والأخرى مضر، ودون النوع إذ الأولى أمر والثانية خبر.

  قال التفتازاني: وهل الاختلاف نوعاً يستلزم الاختلاف حكماً، فيه تردد؛ إذ لم يصرحوا بأن الحكم مثل هذا المثال متحد أومختلف، ثُمَّ قال بعد كلام: ولا يتصور الاختلاف نوعاً بدون الاختلاف حكماً.

  والصورة الخامسة قوله: (أو في النوع فقط) دون الاسم والحكم (نحو: أكرم ربيعة وسلم على مضر إلا الطوال) فقد اتفق هاتان في النوع؛ إذ كل واحدةٍ منهما أمر، واختلف في الاسم وهو ربيعة ومضر، والحكم وهو الإكرام والسلام.

  والصورة السادسة قوله: (أو) اتفقتا (في الاسم والحكم دون النوع نحو: أكرم ربيعة وهم مكرمون إلا الطوال) فهاتان الجملتان قد اتفقتا في الاسم وهو ربيعة إذا الضمير لهم، والحكم وهو الإكرام إن لم يعد مثل هذا اختلافاً كما ذكره السعد، واختلفتا في النوع إذ الأول أمر والثاني خبر.

  والصورة السابعة: (أو) اتفقتا (في الاسم) وهو ربيعة؛ إذ الضمير لهم (والنوع) لأنهما أمر بيان (دون الحكم)، نحو أطعم ربيعة وسلم عليهم إلا الطوال، فهاتان الجملتان قد اتفقتا في الاسم وهو ربيعة، إذ الضمير لهم، والنوع لأنهما أمر بيان، دون الحكم؛ لأنه في الأولى إطعام وفي الثانية سلام.

  والصورة الثامنة قوله: (أو) اتفقتا (في الحكم والنوع دون الاسم نحو: أكرم ربيعة وأكرم مضر إلا الطوال) فهاتان الجملتان قد اتفقتا في الحكم وهو الإكرام، والنوع وهو الأمر، واختلفتا في الاسم؛ إذ الأول ربيعة والثاني مضر.