فصل: [في التخصيص ببدل البعض]
  (ويقع في كل أنواع الخطاب) ففي الخبر: جاءني الرجل الأبيض، وفي الأمر: أهن الرجل الفاسق، وفي النهي: لا تهن الرجل العالم، وفي الاستخبار: أجاءك الرجل الكريم.
  (ويتحد) كما مثلنا (ويتعدد) بأن يكون لموصوفٍ واحد صفتان فصاعداً، وتكون الثانية مخصصة للأولى، فالثانية أدخل في الخصوص، فإذا قلت: أكرم الرجال البيض الطوال، فإن قولك البيض عام يشمل الطوال وغيرهم، فلمَّا ذكر الطوال تخصص الشمول.
  (والخلاف فيها بعد) الموصوف (المتعدد) كإذا قيل: على أولادي وأولادهم العلماء (كالخلاف في الاستثناء) والمذاهب المذاهب، والمختار المختار، (و) روي (عن أبي حنيفة) أنها تكون (للجمع) فتوافق فيها كما وافق في الشرط.
فصل: [في التخصيص ببدل البعض]
  (والخامس) من المخصصات المتصلة (بدل البعض) من الكل لما ذكره ابن الحاجب (ولم يذكره الجمهور) من العلماء من المخصصات المتصلة.
  قال صاحب الجمع: وصوبَهم الشيخ الإمام - يعني والده - قال في شرح الجمع: لأن المبدل منه في نية الطرح، فلا تحقق فيه لمحل يخرج منه، فلا تخصص.
  وقال ابن الحاجب في المنتهى الكبير: وقد يهمل بَدل البعض وهو مخصص باتفاق، ويكون بدل البعض مساوياً مثل: صرفت وجوهها أولها، وأقل نحو: رأيت قومك ثلثهم وناساً منهم، ومن عام (نحو) قوله تعالى: ({وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}[آل عمران: ٩٧]) فلفظ من استطاع بدل بعض من الناس العام، ومن خاصٍ نحو: أعجبني زيد وجهه؛ إذ هو بالنظر إليه عام.
  إذا عرفت هذا (فيقصر) ذلك البدل (الناس) الذي هو عام (على المستطيعين) الذين هم بعض من الناس (و) بدل البعض (لابد فيه من رابط) بين البدل والمبدل منه سواء كان الرابط (لفظاً) كقوله تعالى: {وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ}[البقرة: ١٢٦]، (أو تقديراً) نحو قوله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} أي منهم.