الدراري المضيئة الموصلة إلى الفصول اللؤلؤية،

صلاح بن أحمد المؤيدي (المتوفى: 1044 هـ)

مولده ونشأته

صفحة 5 - الجزء 1

ترجمة المؤلف

  هو السيد الإمام، علم الأعلام، إمام العلماء، وعالم الكرماء، رئيس الرؤساء، ومفخر الكبراء، بحر العلوم المتلاطم الزخار، وحبر العلماء الفطاحلة الأحبار، العلامة الكبير المحقق، الذي هو في بحور فنون العلم سابح وفي أرجائها محلق، المجتهد المطلق صلاح بن أحمد بن المهدي بن محمد بن علي بن الحسين بن الإمام الهادي إلى الحق عز الدين بن الحسن بن الإمام علي بن المؤيد $.

مولده ونشأته

  ولد | سنة (١٠١٩) هـ.

  ونشأ وترعرع في حجر والده السيد العلامة الكبير أحمد بن المهدي المؤيدي، وكرع من علم أهل البيت النبوي حتى فاق الأقران، وأصبح من مفاخر الأوان، ومحاسن الزمان.

  وبلغ في العلوم مبلغاً تحتار فيه الألباب، وتخر له مذعنة غلب الرقاب، وهو في عنفوان الشباب، حتى بلغ غايات الكمال، ونهايات كل منال، علماً وعملاً، وكرماً ونبلاً، وعبادة وتأليفاً وفضلاً.

  قال العلامة أحمد بن صالح بن أبي الرجال في مطلع البدور: (السيد العلامة البحر الحبر منقب المناقب ومقنب المقانب، رئيس الرؤساء ومفخر الكبراء، إلى قوله:

  كان من محاسن الزمان، ومفاخر الأوان، منقطع القرين في كل فضيلة، يعده المنصف من معجزات النبوة، فإنه قدس الله سره كان محارة لذوي الألباب، في فصاحة منطقه، وسعة حفظه، وعلوِّ همته، وكرم طبعه، وسعادة جده، أناف على الشيوخ طفلاً، فكيف يزاحمه أحد في الفضائل كهلاً، وعمره # تسعة وعشرون سنة، أحيا فيها من العلوم ما أشرق المبطل بريقه، وسقى كل مُحِقٍّ برحيقه، ودوَّخ العلوم، وحقق وقرّر وناظر وناضل، وهو في كل ذلك سابق لا يجارى، وناطق لا يمارى، وكان فهمه جذوة قبس، وهذا العمر القصير الذي هو من أطول الأعمار نفعاً، اشتمل على قراءة وإقراء، وجهاد وغزو، وتصنيف وتأليف).

  قال في العقيق اليماني: كان علامة مجتهداً، حجة الله على أهل دهره، وكان إماماً في كل فن، فارساً شجاعاً، كريماً كاتباً، فصيحاً شاعراً، ذا خط عظيم بالقلم العربي والعلق، وله في كل فن اليد الطولى، وولاه الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم ولاية عامة فعُظَم صيته، وحاصر مدينة صنعاء أربع سنين.