الدراري المضيئة الموصلة إلى الفصول اللؤلؤية،

صلاح بن أحمد المؤيدي (المتوفى: 1044 هـ)

فصل: [في النص والظاهر والمأول]

صفحة 581 - الجزء 1

  (و) الثاني: نص (خفي: وهو اللفظ الدال على معنى لا يحتمل غيره بالنظر لا بضرورة الوضع) قوله (بالنظر) خرج النص الجلي، فمن هنا يعلم أن زيادة (لا بضرورة الوضع) إنما هي للإيضاح، والذي هذا حاله هو كدلالة الإلتزام⁣(⁣١).

  (ومنه) أي ومن النص الخفي (الدليل على إمامة الوصي) #، وهو قوله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ٥٥}⁣[المائدة: ٥٥]، فإن الإمام أبا طالب ادعى تواتر نزولها في علي #، وكذلك المنصور بالله، وخبر الغدير المشهور، وقد تقدم الكلام فيه، وحديث المنزلة وهو قوله ÷ «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي».

  ووجه الإستدلال به: أن استثناء النبوة تدل على الاستغراق، ومن جملة منازل هارون الخلافة، فهذه الأدلة خفية، (عند جمهور أئمتنا⁣(⁣٢))، لأنه لو كان جلياً لعلمه الناس كلهم، ولتوفرت الدواعي إلى نقله؛ لأنه من مهمات الدين كالصلاة والزكاة والحج ونحوها، ولما خفي على أبي بكر وقال بحضرة الجماعة: (وددت أني سألت رسول الله ÷ عن هذا الأمر فيمن هو فلا أنازعه)، وهذه النصوص تحتمل غير ظاهرها بضرورة الوضع؛ لأن لفظ مولى مشترك، وكذلك ولي، وكذلك ليس في خبر المنزلة تصريح بالإمامة.

  قالوا: فإذا كان كذلك حكمنا بأنه خفي وقطعنا بدلالته على الإمامة؛ لأن احتمالات غير الإمامة لا تقاوم دلالته عليها، فعند هؤلاء أنه من الخفي، (لا من الأول) وهو الجلي (خلافاً


(١) ينظر في هذا فإن دلالة مولى في (من كنت مولاه ونبيه) لأدلة على إمامة أمير المؤمنين علي #، ليست دلالتها على المراد من الإلتزام، إذا الإلتزام دلالة اللفظ على خارج من المعنى لازم له، وليس كذلك دلالة مولى على مالك التصرف، تمت من هامش النسخة (أ).

(٢) في هامش النسخة (أ) مالفظه: منهم الهادي #، قال مالفظه في منع رسول الله ÷ من التصريح بولاية أمير المؤمنين بالنص الصريح: والحكمة في ذلك هو الإمتحان، كما ورد القرآن بالمحكم والمتشابه، وجعل ذلك بالدلالات والإشارات والعلامات. انتهى.

ومثل ذلك ذكره القاسم # حكاه عنه في الجامع الكافي. تمت وضرب عليها بالتصحيح والأصل هكذا (صح أصلاً).