الدراري المضيئة الموصلة إلى الفصول اللؤلؤية،

صلاح بن أحمد المؤيدي (المتوفى: 1044 هـ)

الباب الثامن من أبواب الكتاب: باب الظاهر والمأول

صفحة 582 - الجزء 1

  للجاروديَّة) من الزيدية، وهم: المنسوبون إلى أبي الجارود، (والإمامية) كافة فحكموا أنه جلي لما ثبت في حديث {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ٢١٤}⁣[الشعراء: ٢١٤]، من التصريح بالخلافة، وسيأتي، ولما رووه في قصة أسد بن عويلم وغيرهما من التصريح بالإمامة كما هو مطول في أنوار اليقين، ومجموع حميدان وغيرهما من كتب الأصحاب⁣(⁣١)، ولتوسيع الدائرة في هذا المقام محل آخر ولسنا بصدده.

  (وقصره) الفقيه العلامة الحسين بن مسلم (التهامي)⁣(⁣٢)، وهو من تلامذة الشيخ الحسن، وله كتاب (الإكليل على التحصيل) للشيخ الحسن، نقل هذا القول عنه الفقيه قاسم في شرح الجوهرة، (والغزالي والطبري على الأول) وهو الجلي، قال الغزالي في المستصفى: النص الذي لا يحتمل التأويل، والظاهر الذي يحتمله.

  وقال التهامي حين انتهى في شرحه إلى أبواب الإمامة وعَدَّدَ النصوص على إمامة أمير المؤمنين: كيف يقال نصوص مع أنها محتملة.

  (ويطلقه) أي النص (الفقهاء على ما دل على معنى كيف كان) أي سواء كانت دلالته خفية أو جليَّة، أو خفية قطعية، أو ظنية محتملة أو غير محتملة، فالنص باعتباره أعم منه باعتبار الأصوليين، وذكر بعضهم أنه كلام تظهر إفادته لمعناه، ولا يتناول أكثر مما قيل أنه نص فيه.

  (والظاهر لغة: الواضح) ومنه يقال: ظهر الأمر الفلاني إذا اتضح وانكشف، قال الشاعر:

  وقد ظهرت فلا تخفى على أحد ... إلا على أحد لا يعرف القمرا


(١) هنا كلام ضرب عليه في النسخة الأصلية والنسخة (أ)، وهو كلام نفيس، هذا لفظه:

لأن التأويلات التي ذكرت للأدلة من الضعف بحيث لا تخفى على من له أدنى بصيرة، إلا على معاند، إذا من أنصف علم أن النبي ÷ لا يقف يوم غدير خم نصف النهار ويخطب ويشيل بضبع علي إلا ومراده الإمامة، وأيضاً: فهم ذلك عمر بقوله (أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة) ولهذا وما عرفت من حد النص الجلي حكم جماعة من المحققين بأنه هنا خفي قطعي.

(٢) الحسين بن مسلم التهامي، من أعلام القرن السادس، ومن علماء عصره المحققين في الأصول، تتلمذ على الشيخ الحسن الرصاص سنة (٥٨٤) هـ، وعل الفقيه العلامة أبو القاسم بن شبيب التهامي، وله مصنفات ومراجعات، منها الإكليل على التحصيل، والكاشفة بالبيان الصريح، ولعل وفاته بعد الإمام المنصور بالله #.