الدراري المضيئة الموصلة إلى الفصول اللؤلؤية،

صلاح بن أحمد المؤيدي (المتوفى: 1044 هـ)

الباب الثامن من أبواب الكتاب: باب الظاهر والمأول

صفحة 593 - الجزء 1

  (و) من المتوسط أيضاً تأويل (قوله ÷ لفيروز الديلمي وقد أسلم عن أختين: «أمسك أيهما شئت» بما يفيد النكاح) والكلام فيه كما مر من البعد وهو تجدد إسلامه، وعدم نقل التجديد، مع زيادة وجه آخر وهو التصريح بقوله «أيتهما شئت»، فدل على أن الترتيب غير معتبر، وهذا الحديث أخرجه أبو داود في سننه، ولفظه فيما رواه الضحاك عن أبيه، قال: قلت يا رسول الله: إني أسلمت وتحتي أختان قال «طلق أيتهما شئت»، وأخرج الترمذي نحوه، وأخرجه أيضاً أحمد وابن ماجة وصححه ابن حبان والدارقطني والبيهقي وأعله البخاري.

  ووجه قربه ما سبق.

  (وعدها) أي هذه الثلاثة (قوم من البعيد) منهم ابن الحاجب وشراح مختصره والشافعية، فهؤلاء طرحوها وبقوا الأحاديث على ظاهرها، (وهو) أي القول بالبعد (أظهر) من القول بأنها من المتوسط (في الأخيرين) وهما حديث غيلان وفيروز لظهور وجه البعد فيهما كما حققناه، وقد نص من أصحابنا على ذلك القاضي فخر الدين والفقيه قاسم في حديث غيلان.

  (ومن المتعذر) الذي يجب رده وأن يضرب به وجه صاحبه (و) ذلك (هو المدافع للقوطع تأويل المرجئة آيات الثواب بالترغيب والعقاب بالترهيب) وقد تقدم الرد عليهم وتحقيق كلامهم (وتأويلات النواصب) كاليزيدية وأتباع معاوية، كتأويلهم لقوله ÷ «أنا مدينة العلم وعلي بابها»، بأن علي بمعنى مرتفع.

  والناصبي: عَلَمٌ لكل من أبغض أمير المؤمنين وعترته الطاهرين.

  (والخوارج) كتأويلهم للحيران في قوله تعالى {كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى}⁣[الأنعام: ٧١]، بأمير المؤمنين، وهم أصحابه الذين يدعونه إلى الهدى.

  (والإمامية) كما روي بعضهم أنه تأول قوله تعالى {وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ}⁣[لأعراف: ٢٦]، أن الريش معرفة الإمام والتقوى التقية، حكاه الديلمي في كتابه.

  (والباطنية) كتأويلهم لقوله تعالى {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ}⁣[الأحزاب: ٧٢]، بالعهد الذي يؤخذ لإمامهم، والدعاء إليه، وتأويلهم لقوله تعالى {ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ}⁣[غافر: ١٢]، قالوا: المقصود الإمام المستحق للإمامة يريدون إمامهم، وكفرهم به عدم إجابة دعوته، وتأويلهم لقوله {وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا}) (غافر: ١٢)، بأن المقصود وإن دعيتم إلى أئمة أهل الظاهر سارعتم إلى ذلك، وتأويلهم قوله تعالى