الباب الثامن من أبواب الكتاب: باب الظاهر والمأول
  {وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ}[النحل: ٩٠]، بأن الفحشاء أبو بكر، والمنكر عمر، والبغي عثمان، وتأويلهم قوله تعالى {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ}[البقرة: ٢٥٧]، بأن المراد الطواغيت الذين كفروا بنعمة الإمام الداعي والطواغيت الأئمة كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي والحسن والحسين، ومن كان في كل زمانٍ من أهل البيت الذين نهضوا بالإمامة في كل عصر، وتأويلهم قوله ÷ «لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل» بأن الولي الذكر والشاهدين الخصيتان، وتأويلهم ثعبان موسى بحجته، وإظلال الغمام للنبي ÷ بأمره، وكون عيسى # لا أب له بأنه أخذ العلم من غير إمام، وإحياءه الموتى بأنه إشارة إلى العلم، وبنبع الماء أي من بين أصابع النبي ÷ بأنه أشار إلى كثرة علمه، وطلوع الشمس بأنه ظهور الإمام، والمعاد بقيام الإمام إلى غير هذه من الخرافات والخزعبلات التي تقضي بعدم التردد في كفرهم.
  (وليس من ذلك بعض أحاديث الصفات) كما أخرجه مسلم من رواية أبي موسى، قال: قام فينا رسول الله ÷ بخمس كلمات فقال «إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يخفظ القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل، حجابه النور، (وفي رواية: النار)، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه».
  وما أخرجه أيضاً عن أبي هريرة أن رسول الله ÷ قال «إذا قاتل أحدكم أخاه فلا يلطم وجهه فإن الله خلق آدم # على صورته».
  وما أخرجه أيضاً عن ابن عمرو بن العاص، قال: سمعت رسول الله ÷ يقول «إن قلوب بني آدم بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب رجل واحد يصرفه حيث شاء»، ثُمَّ قال رسول الله ÷ «الهم ثبت قلوبنا على طاعتك»، وأخرج الترمذي عن أنس نحوه.
  (ونحوها) كالأحاديث في القدر عند العدلية لا الأشعرية فهي عندهم من الصفات، (لإمكان تأويله) كأن يقال في حديث أبي موسى المراد بالوجه الذات، والضمير في تصرفه عائد إلى علم الله، والمراد ممن انتهى جميع المخلوقات؛ لأن بصره تعالى محيط به، ويعني لو كشف الحجاب على طريق الكناية لاضمحل جميع المخلوقات من هيبته، وأنا أستغفر الله أن أقول على رسول الله ما لم يقل.
  وفي حديث أبي هريرة أن المراد كونه حياً سميعاً بصيراً وإن اختلف ذلك ففي الله يقال: حي لا بحياة سميع لا بسمع بصير لا ببصر.