الباب الثامن من أبواب الكتاب: باب الظاهر والمأول
  وفي حديث ابن عمرو أنه تمثيل، ومعناه أن الله قادر على تقليب القلوب باقتدار تامٍ كما يقال: فلان بين إصبعي يراد به كمال التصرف فيه.
  (و) لأجل (ثبوته عن الثقات) على أن في بعض رواة هذه الأحاديث مثالبه ظاهرة (خلافاً لبعض المتكلمين) فقطع بكذبها.
  وفي الحواشي: وهذا وقوع في هفوة عظيمة، معضلة جسيمة، وهي رد أحاديث الصفات الصحيحة، والجزم بأنها ما صدرت عن نبينا ÷، وليس كما زعموا، وقد ذكر أهل التحقيق الجامعون بين علمي العقل والنقل أنه لم يرد في الأحاديث الصحيحة في الصفات مجاز ولا مثل إلا في القرآن إلا حديث الضحك فإنه ورد في السنة ولم يرد في القرآن، وتأويله ظاهر، فدل ذلك على صحتها، وأنها ومجازات القرآن من مشكاةٍ واحدة، فأمَّا بعضها فلا شك أنه متعذر تأويله فيضرب به وجه راويه لعدم ثقته وتعذر تأويله.
  (و) اعلم أنك إن خالجك شك في الحديث المروي عن سيد البرية فإنه (يتميز صحيحه من فاسده بموافقة العقل) القاضي بقضية مبتوتة؛ لأنه دليل قطعي (أو الكتاب) لقوله ÷ «إنه سيكذب علي فما أتاكم فاعرضوه على كتاب الله تعالى فما وافقه فهو مني وما خالفه فليس مني» هذا لفظه أومعناه، (أو) بموافقة (السنة) المعلومة عنه ÷ لا إذا كانت آحادية فإنها تتوقف على معرفة الكتاب، (أو) بموافقة (اللغة) العربية (وبمخالفتها) أي هذه المذكور فيقطع بكذبه حينئذ لكونها دلائل قطعية لا تحتمل التشكيك.