فصل: [تفصيل أقسام المفهوم]
  يفهم الحصر بخلاف عكسه وما طريق إدراكه الذوق أنَّى يحصل بالجدال، ولو كان لهم الذوق لم يعتصموا بحبل الإستدلال، فهم في ذلك معذورون؛ فإنهم عن السمع لمعزولون.
  (و) السادس من أقسام المفهوم: (مفهوم اللقب، وقد يعبر عنه بمفهوم الاسم وبمفهوم الاسم المطلق) ومعنى هذا كله واحد، ومفهوم اللقب (إمّا مفهوم عَلَم نحو: محمد المصطفى) ÷ (وعلي المرتضى، و) قوله ÷ الثابت من رواية أصحابنا «الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا» وهو من رواية رجال الحديث «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما» وما عرفت لما رواه الأصحاب تخريجاً من كتبهم وهو في كتب أصحابنا وكفى بها، وفوق كل ذي علم عليم، فمفهوم هذه الأشياء: لا غير محمد مصطفى، ولا غير علي مرتضى، ولا غير الحسنين إمامان قاما أو قعدا.
  (أو) مفهوم (جنس، كالنص على الأجناس الستة) في قوله ÷ «لا تبيعوا الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبر بالبر والشعير بالشعير والتمر بالتمر والملح بالملح إلا مثلاً مثل» (بتحريم الربا) فيها.
  (ومنه): أي من مفهوم اللقب (مفهوم الظرفين) أي ظرف الزمان والمكان:
  فالأول: (نحو) قوله تعالى ({الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ}) وجعله صاحب الجمع من مفهوم الصفة وليس بشيء، فمفهوم هذا أن غير الأشهر المعلومات ليس بحج.
  (و) ظرف المكان: نحو قوله تعالى ({فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ})، ولا وجه لعده (قسماً مستقلاً) لعدم استقلاله ودخوله في مفهوم الاسم إذ لا أخصية للظرفية باستقلال، بل هي داخلة في الاسمية.
  (و) هذا المفهوم (لا يعمل به عند أئمتنا والجمهور) من العلماء (مطلقاً) أي لا في العلم ولا قي الجنس (خلافاً للدقاق والصيرفي وابن فورك(١) وبعض الحنابلة) فقالوا: يعمل به (مطلقاً) كذلك.
  (و) خلافاً (لابن زيد وتلميذه في الجنس).
(١) هو: أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك الأصبهاني، من علماء الأشعرية، درس بالعراق وصنف كثيراً من الكتب، وذهب إلى نيسابور ومات هنالك.