فصل: [في إجماع الأمة]
  ولا أن الرجس ما فحش من المعاصي لعدم تناول اللفظ له لا بصريحه ولا بمفهومه، وبه يندفع حكم الذي بعده.
  ولا نسلم أنه إنما اقتضى حجية إجماعهم إلى انقطاع التكليف؛ لأنه يؤدي إلى إبطال مدلول الدليل فيصير ملغي، وكلام الحكيم لا يلغو.
[حديث الثقلين]
  وقوله ÷: «أما بعد: ألا أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأدعى فأجيب، وإني تارك فيكم الثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به، وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي»، أخرجه مسلم عن زيد بن أرقم.
  وأخرجه الترمذي بلفظ: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي، أحدهما كتاب الله حبل ممدود من السماء، وعترتي أهل بيتي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما».
  وأخرجه أحمد عن أبي سعيد.
  والترمذي وابن عقدة عن جابر.
  وأبو نعيم والترمذي عن حذيفة.
  وابن عقدة، عن علي # في خبر طويل.
  وأحمد وعبد الله بن أحمد عن زيد بن ثابت.
  وابن عقدة عن ضمرة الأسلمي، وعن عامر بن أبي ليلى.
  والترمذي وابن عقدة عن أبي ذر، وأخرجه أيضاً عن أبي رافع.
  والبزار عن أبي هريرة، وابن عقدة عن أم هانيء، وعن أم سلمة، فهؤلاء اثنا عشر صحابياً.
  فدل ما ذكر على الكون تحت فنائهم، والالتزام بعروتهم، والتشبث بأهدابهم، والإستضاء بأنوارهم، والاقتاء بهم، وكفى بجعلهم لكتابه قرينة، فإن ذلك على حجية قولهم أطهر قرينة، وهذا الخبر متواتر عند كثير لفظاً ومعنى، فلا يمكن بطلانه سنداً، وقيل: بل متواتر المعنى فقط، وهو