الدراري المضيئة الموصلة إلى الفصول اللؤلؤية،

صلاح بن أحمد المؤيدي (المتوفى: 1044 هـ)

فصل: [في حجية قول أمير المؤمنين علي # وفعله]

صفحة 110 - الجزء 2

  فأخذ برقبتي ثم قال: «إن هذا أخي ووصي وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا»، فقام القوم يضحكون، وقالوا لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لعلي وتطيع.

  ومحمد بن إسحاق: وثقه بن الهمام في شرح الهداية من كتب الحنفية.

  ومن كتاب السيد الإمام محمد بن إبراهيم رضوان الله عليه في مرويات أمير المؤمنين ما لفظه: وعن ابن عباس أن علياً كان يقول في حياة رسول الله ÷: (إن الله سبحانه يقول: {أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ}⁣[آل عمران: ١٤٤]، ولا ننقلب بعد إذ هدانا الله، والله لئن مات أو قتل لأقاتلن على ما قاتل عليه حتى أموت، ووالله إني لأخوه ووليه وابن عمه ووارثه، فمن أحق به مني)، رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح، انتهى.

  إذا عرفت ذلك: فقوله # عند من سبق (وفعله حجة) واجبة الاتباع، (للعصمة)، ودليل العصمة قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ٣٣}⁣[الأحزاب: ٣٣]، وقوله ÷: «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه» لأن النبي ÷ دعى له على القطع، فاقتضى العصمة، وإذا ثبتت العصمة اقتضت أن يكون قوله حجة كالأمة، فإنَّه إنما كان قولها حجة لها، والعترة كذلك.

  ومن أدلة العصمة: ما رواه علي # أنه قال: قال رسول الله ÷: «ألا أعلمك كلمات تقولهن إذا قلتهن غفر الله لك مع أنه مغفور لك، لا إله إلاَّ الله الحكيم الكريم، لا إله إلاَّ الله العلي العظيم، لا إله إلاَّ الله رب السماوات السبع ورب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين»، أخرجه أحمد وأبو حاتم من الذخائر.

  (و) لأجل (غيرها) من الأدلة كقوله ÷: «الحق مع علي، وعلي مع الحق»، وقوله ÷: «اللهم أدر الحق مع علي حيث دار»، وقوله ÷: «أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد الدار فليأت الباب»، وقوله ÷: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى»، وفي قوله وغيرها إشارة إلى أنه لا تعتبر العصمة فقط، فيلزم حجة قول الحسنين لجواز الصغير على المعصوم، بل مع غيرها من الأدلة، ولذلك أن المعتزلة لم تحكم بأن قول العشرة حجة مع أنهم معصومون⁣(⁣١) عندهم.


(١) من هامش النسخة (أ)، بخط مولانا الإمام الحجة مجد الدين المؤيدي # مالفظه: ينظر فالمعتزلة =