الباب العاشر من أبواب الكتاب باب الاجماع
  محمد رسول الله ÷، (ونحوها) من الواجبات المعلومة ضرورة كتحريم الربا وشرب الني من الخمر، (فمنكره كافر اتفاقاً) بين الأمة للدخول في السفسطة، ولذلك قالت البغدادية لا يناظر، وما أوهمه كلام الآمدي وابن الحاجب من أن فيه خلافاً ليس بمراد لهما.
  قال سعد الدين: ولا خفاء في أنه لا يتصور من المسلم القول بأن إنكار ما علم من الدين بالضرورة لا يوجب الكفر، فلذا قال في المنتهى أما القطعي فيكفر به بعض، والظاهر أن نحو العبادات الخمس والتوحيد مما لا يختلف فيه، وهو صريح في أن الخلاف إنما هو في غير ما علم بالضرورة كونه من الدين.
  (ومنكر) النص (الجلي فاسق لا كافر) لجواز أن يخفى على منكره (خلافاً لأكثر الإمامية) فزعموا أنه كافر لما تقدم.
  (ومنكر النص الخفي) حال كون المنكر (متأولاً) له بغير ما يحتمله ظاهره لمقاومته لدليل آخر (مخطئ قطعاً) لمخالفته للنص، وإن تأول (عند جميع العترة وشيعتهم) لكن يحقق الجمع بين إنكار النص وتأويله، فإن من تأوله قد أقر به، ولم ينكره، وإنما يقال: ومخالف إلى آخره، هكذا قرره والدنا عز الدين محمد بن عز الدين(١) حفظه الله تعالى، وبعد الاتفاق على وقوع الخطأ لمنكره هؤلاء اختلفوا:
  (فجزم أقلهم بفسقه) أي بفسق منكر النص الخفي. قال المؤلف: وذلك كأحمد بن سليمان، ويروى عن أبي العباس(٢)، والإمام أبي الفتح الديلمي(٣)، والحسن بن بدر الدين(٤) لمخالفة القطعي.
(١) السيد العلامة الكبير، الملقب بالمفتي الصغير: محمد بن عز الدين بن محمد المفتي الكبير بن عز الدين بن صلاح بن الحسن بن الإمام علي بن المؤيد، كان شيخ الأئمة، إمام العلوم المطلق، منتهى المحققين، وبقية المدققين، لسان أهل الحق، ومقرر القواعد الفقهية، له مؤلفات منها: واسطة الدرلري في معرفة الباري، وشرحها: البدر الساري، وكتاب الإحكام شرح تكملة الأحكام في علم الباطن، ولم يزل مدرساً بصنعاء حتى توفي في شهر شعبان سنة (١٠٥٠) هـ، وقبره بخزيمة.
(٢) أبو العباس الحسني، هو: السيد الإمام الحافظ: أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن إبراهيم بن محمد بن سليمان بن داود بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، أحد الأعلام، شيخ آل الرسول، وإمام المعقول والمنقول، أخذ على الإمام الناصر الحسن الأطروش. وأخذ عنه: الإمامان الأخوان المؤيد بالله، وأبو طالب الهارونيان، عاش في الجيل والديلم، وخرج إلى فارس، وبغداد، وله العلوم الواسعة والمؤلفات الجامعة النافعة، منها: المصابيح في السيرة والتاريخ، وشرح الأحكام، والنصوص، وغيرها، وتوفي سنة (٣٥٣) هـ، بجرجان.
(٣) هو الإمام أبو الفتح الناصر بن الحسين بن محمد بن عيسى بن محمد بن عبدالله بن أحمد بن عبدالله بن علي =