الدراري المضيئة الموصلة إلى الفصول اللؤلؤية،

صلاح بن أحمد المؤيدي (المتوفى: 1044 هـ)

الباب العاشر من أبواب الكتاب باب الاجماع

صفحة 128 - الجزء 2


= أنه صلى الفجر بوضوء العشاء ستين سنة، ولم يكن لأحد من أهل البيت شرف عبدالله بن الحسن، ولا كان أحد من أكابر أهل زمانه يعدل به من آل النبي أحداً، مع العلم البارع، والورع المانع، إلى سائر خصال الكمال، وتوفي شهيداً في محبس الهاشمية سنة (١٤٥) هـ، وعمره خمس وسبعون سنة، وبقي في السجن ثلاث سنين.

(٣) أولاده هم: الإمام النفس الزكية المهدي لدين محمد بن عبد الله، دعا سنة (١٤٥) هـ، بالمدينة واستشهد في رمضان من نفس السنة، والإمام النفس الرضية إبراهيم بن عبد الله، دعا بالبصرة يوم العيد سنة (١٤٥) هـ، بعد استشهاد أخيه محمد، واستشهد بباخمرا في نفس السنة، والإمام النفس التقية يحيى بن عبد الله، دعا سنة (١٧٣) هـ، ثم استخفى، ودخل الديلم، ثم أخذ وسجن إلى أن توفي شهيداً بالسم، والإمام إدريس بن عبد الله، دخل البربر، وتابعه أهل المغرب، وبقي بها آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر، إلى أن قتل مسموماً، وتفصيل أحوالهم في كتب السير والتاريخ.

(٤) الإمام أبو الحسين زيد بن علي بن الحسين بن علي، ولد سنة (٧٥) هـ، واستشهد سنة (١٢٢) هـ، وهو أبين من فلق الصباح، وأشهر من براح.

(٥) الإمام يحيى بن زيد بن علي، ولد سنة (٩٦) هـ، وكان مجمعاً على الدعاء إلى الله، والجهاد في سبيله، وقد حاز خصال الكمال التي تصح بها الإمامة على حداثة سنه، فإنه قام لثمان وعشرين سنة من مولده، وكان أبوه الإمام زيد أوصاه بجهاد أعداء الدين، ومنابذة الظالمين، فلما استشهد أبوه خرج من الكوفة في عشرة من خواص أبيه متنكراً، وتوجهوا إلى خراسان، وانتهوا إلى بلخ، فطلب فأخذ وسجن، ثم أخرج فتوجه إلى بيهق وأظهر الدعوة هناك، فاجتمع إليه من أهلها من الزيدية سبعون رجلاً، فبايعوه، فقاتله جنود بني العباس، فهزمهم، وخرج إلى الجوزجان، وبقي على أمره مُدَيْدَةً يسيرة مظهراً للعدل، طامساً لرسوم الجور، مجتهداً في إظهار أمر الله ثم إنهم وجهوا إليه جيوشاً جمة كثيرة العدد والعدة، فقاتلهم قتالاً شديداً ثلاثة أيام بلياليها، ثم استشهد في رمضان سنة (١٢٦) هـ، وعمره (٢٨) عاماً.

(٦) الإمام مؤتم الأشبال، عيسى بن زيد بن علي $، كان متخفياً متخوفاً من المهدي العباسي، وكان قد عرض له الأمان ولمن معه، وبذل له أموالاً، ولكن رفض عيسى بن زيد قبوله، وقال: لأن يبيتوا ليلية خائفين مني، وأبيت ليلة خائفاً منهم أحب إلي من الدنيا وما فيها، وتوفي في أيامه.

(٧) الإمام جعفر الصادقبن محمد الباقر بن علي السجاد بن الحسين السبط بن علي أمير المؤمنين $، أبو عبد الله، ولد سنة (٨٠) هـ، من سادات أهل البيت وأئمتهم، وأعلام الأمة، لا يختلف اثنان في فضله، توفي سنة (١٤٨) هـ، وقبره بالبقيع.

(٨) الإمام محمد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو جعفر الباقر، من عظماء الإسلام، وسادات الأئمة، وأعلام الأمة في العلم والحديث والفقه، سمي بالباقر لسعة علمه، كان ناسكاً عابداً ناشراً للعلم، وهو أشهر من أن يوصف، فأخباره كثيرة ومناقبه شهيرة، ولد بالمدينة سنة (٥٧) هـ، وتوفي بالمدينة =