الدراري المضيئة الموصلة إلى الفصول اللؤلؤية،

صلاح بن أحمد المؤيدي (المتوفى: 1044 هـ)

فصل: [في الخبر والإنشاء وغيرهما هل لها حكم تتميز به عن بعضها]

صفحة 85 - الجزء 1

  الإطلاق الثاني: قولُ (المنصور) بالله⁣(⁣١)، وأبي الحسين⁣(⁣٢)، (والإمام) يحيى، (والملاحمية⁣(⁣٣))، واختاره الفقيه سليمان بن ناصر السحامي⁣(⁣٤): أنه (لا حكم لهما) أي الإنشاء والخبر.

  والتفصيل: هو قولُ (الشيخ) الحسن صاحب الفائق⁣(⁣٥): وهو أن (للخبر حكم دون الأشياء) وهو الذي عليه المتأخرون، وفي رواية عنه أن للخبر بكونه خبراً حكماً دون الأمر.

  قال القاضي عبد الله⁣(⁣٦): ولعل سائر أنواع الكلام عنده حكمها حكم الخبر وطريقة الدلالة في ذلك واحدة إلا النهي فإنه لا يجعل له حكماً كالأمر.

  لنا: أن الإنسان إذا قال زيد في الدار وكان فيها زيد بن عمرو وزيد بن خالد واختص بأن كان خبراً عن أحدهما فإنا نفصل: بينَه وبينه لو كان خبراً عن الآخر فصلاً يرجع إليه، فعلمنا أن هناك حكماً


(١) هو الإمام الأعظم، المجدد للدين: عبد الله بن حمزة بن سليمان بن حمزة بن علي بن حمزة بن أبي هاشم الحسن بن عبد الرحمن بن يحيى بن عبد الله بن الحسين بن الإمام القاسم بن إبراهيم $، من أكابر أئمة الزيدية، علماً وعملاً وجهاداً وتصنيفاً، ولد سنة (٥٦٣) هـ، ودعا إلى الله سنة (٥٩٤) هـ، وتوفي سنة (٦١٤) هـ، وقبره في ظفار مشهور مزور، له في أصول الفقه كتاب صفوة الإختيار.

(٢) أبو الحسين هو: محمد بن علي الطيب المعتزلي، أحد كبار مشاهير علماء المعتزلة البصرية، ومن كبار علماء أصول الفقه، صنف في كتاب (المعتمد) توفي (٤٣٦) هـ.

(٣) الملاحمية: فرقة من المعتزلة البصرية، تنسب إلى محمود بن الملاحمي، العلامة الأصولي الكبير من كبار أصحاب أبي الحسين البصري، كما سيأتي ذكره.

(٤) سليمان بن ناصر بن سعيد بن عبدالله بن سعيد بن أحمد بن كثير السحامي، أحد أعلام فقهاء الزيدية، تتلمذ على الإمام أحمد بن سليمان، وهو من بيت علم وفضل ومحل منيف، وتتلمذ على القاضي جعفر بن أحمد بن عبدالسلام، وكان من دعاة وقادة الإمام المنصور بالله # المجاهدين معه، توفي سنة (٦٠٠) هـ، وهو صاحب كتاب شمس الشريعة في الفقه، ومن مؤلفاته في أصول الفقه كتاب النظام.

(٥) الحسن بن محمد بن الحسن بن محمد بن أبي الطاهر الرصاص، أحد علماء الزيدية الأعلام، متكلم أصولي، واسع الدراية، تتلمذ على القاضي جعفر، وإليه إنتهت رئاسة أصحاب القاضي، وكان عالم الزيدية في عصره، عكف على التدريس والتأليف، وأخذ عليه الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة، وله مؤلفات كثيرة، يقال: إنه ألف وعمره أربعة عشر، وسمع على القاضي وهو إبن عشر، ولد سنة (٥٤٦) هـ، وتوفي سنة (٥٨٤) هـ، وعمره ٣٨ سنة، وقبر في هجرة سناع جوار القاضي جعفر خارج المشهد من الشرق، وله في أصول الفقه كتاب الفائق.

(٦) هو القاضي العلامة عبدالله بن الحسن بن عطية الدواري الصعدي، وهو المراد أينما ذكر، وقد تقدمت ترجمته.