الباب الثاني عشر من أبواب الكتاب: باب الأخبار
  وقال (أبو الهذيل: عشرون) لأن الله تعالى قال {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ}[الأنفال: ٦٥]، فيتوقف بعث عشرين لمائتين على اختيارهم لصبرهم، فكونهم على هذا العدد ليس إلاَّ لأنه أقل ما يفيد العلم المطلوب في مثل ذلك.
  [وقال سعد الدين: إنما المراد خبر العشرين بإيمانهم، أي إيمان الذين تجاهدونهم وتقاتلونهم](١).
  (وقيل): أقله (خمسة وعشرون).
  (وقيل): أقله (أربعون) لأن الله تعالى قال {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ٦٤}[الأنفال: ٦٤]، وكانوا كما قال أهل التفسير: أربعين رجلاً كمَّلَهم عمر بإسلامه، فإخبار الله عنهم بأنهم كافُّوا نبيه ÷ يستدعي إخبارهم على أنفسهم بذلك لتطمئن قلوبهم، فكونهم على هذا العدد ليس إلاَّ لأنه أقل ما يفيد المطلوب في مثل ذلك.
  [وقال السعد: قولهم: نزلت في أربعين، ولو لم يفد العلم لم يقتصر عليهم.
  قال العلوي: لأنه كان محتاجاً إلى من يتواتر به أمره، فقولك ومن اتبعك عطف على الله.
  ويمكن أن يكون دليل هؤلاء: ما رواه أسامة الهذلي عن رسول الله ÷ قال «إذا شهدت أمة من الأمم وهم أربعون رجلاً فصاعداً أجاز الله شهادتهم» رواه الطبراني في الأوسط والكبير، وقال فيه: أوقال «صدق الله شهادتهم»، وفيه صالح بن هلال، قال الهيثمي: هو مجهول على قاعدة أبي حاتم](٢).
  (وقيل): أقله (سبعون) لأن الله تعالى قال: {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا} أي للاعتذار إلى الله من عبادة العجل وسماعهم كلامه من أمر ونهي ليخبروا بما يسمعونه، فكونهم على هذا العدد ليس إلاَّ لأنه أقل ما يفيد العلم المطلوب في مثل ذلك.
  (وقيل: ثلاثمائة وبضعة عشرة) عدد أهل غزوة بدر، والبِضع - بكسر الباء - وقد يفتح ما بين الثلاث إلى التسع، وعبارة إمام الحرمين وغيره: وثلاثة عشر، وزاد أهل السير على القولين: أربعة عشر، وخمسة عشر، وستة عشر، وثمانية عشر، وتسعة عشر، وبعضهم قال: ثمانية من الثلاثة عشر لم يحضروها، وإنما ضرب لهم بسهم وأخرهم، فكانوا كمن حضرها، وهي البطشة الكبرى التي أعز الله بها الإسلام.
(١) ما بين القوسين صححه في هامش النسخة (أ).
(٢) ما بين القوسين صححه في هامش النسخة (أ).