فصل: [في أقسام اللفظ]
  وقال الأصبهاني(١) في شرح المحصول: هو الأشبه.
  وقال الأسنوي: هو الصواب؛ لأن أنا وأنت وهو، صادق على ما لا يتناهى، فكيف يكون جزئياً؟.
  وأيضاً فإن مدلولاتها لا تتعين إلاَّ بقرينة بخلاف الأعلام، وعلى هذا فأنا موضوع لمفهوم المتكلم، وأنت موضوع لمفهوم المخاطب، وهو لمفهوم الغائب، انتهى.
  وذهب البيضاوي: إلى أنه جزئي، وقسّم الجزئي إلى ما يستقل بالدلالة وهو العلَم، وإلى ما لا يستقل وهو المضمر؛ لأن المضمرات لا بد لها من شيء يفسرها.
  محتجاً بأن الكلي نكرة، والمضمر أعرف المعارف، فلا يكون كلياً، وبأنه لو كان كلياً لما دلَّ على الشخص المعين؛ لأن الدال على الأعمَّ غير دال على الأخص.
  والجواب: أن إفادة اللفظ للشخص المعين له سببان:
  أحدهما: وضع اللفظ له بخصوصه كالأعلام.
  والثاني: أن يوضع لقدر مشترك ولكن ينحصر في قدر معين، فيفهم الشخص بحصر المسمى فيه، لا لوضع اللفظ له بخصوصه كفهم الكوكب المعين من لفظ الشمس وإن كان كلياً، وكذلك القول فيما عدا المضمر من المعارف كاسم الإشارة والموصول والمعرف بأل، ولهذا قال أبو حيان(٢): الذي نختاره أنها كليات وضعاً جزئيات استعمالاً.
  (و) جزئي (إضافي) وسمي إضافياً؛ لأن جزئيته إنما هي بالإضافة إلى الكلي الذي هو فوقه، والجزئي الإضافي أعمَّ من الجزئي الحقيقي؛ لأن كل جزئي حقيقي فهو جزئي إضافي لاندراجه تحت غيره، وليس كل جزئي إضافي جزئياً حقيقياً؛ لجواز أن يكون ذلك كلياً مندرجاً تحت كلي آخر، (كالنوع) وهو اسم الجنس كالإنسان، فإنه جزئي إضافي (باعتبار الجنس) وهو الحيوان، وكذلك الحيوان باعتبار
= العراق واستقر به ولقي عبد السلام القزويني الزيدي وتتلمذ له، وكان أشعري العقيدة، وحكى أصحابنا أنه رجع إلى مذهب الزيدية.
(١) الأصبهاني: هو شمس الدين محمد بن محمود بن محمد الأصبهاني، توفي سنة (٦٧٨) هـ، وشرحه على المحصول اسمه الكاشف عن المحصول، إلا أن مؤلفه مات قبل تمامه.
(٢) أبو حيان هو: محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان، أبو حيان، الغرناطي الأندلسي، العلامة المفسر، المحدث الأديب، المؤرخ النحوي، ولد بغرناطة، وذهب إلى القاهرة وتوفي بها في صفر سنة (٧٤٥) هـ.