الدراري المضيئة الموصلة إلى الفصول اللؤلؤية،

صلاح بن أحمد المؤيدي (المتوفى: 1044 هـ)

فصل: [في أقسام اللفظ]

صفحة 94 - الجزء 1

  اجتمعت الثلاثة، وكذلك إذا كان مدلول أحدهما جزءاً من مدلول الآخر كالحيوان والإنسان، وسمي بالمتباين لأن كل واحدٍ من اللفظين مباين للآخر، أي مخالف له في معناه.

  والمتباين قد يكون بين جامدين، (كأسد وفرس، و) بين جامد ومشتق: نحو (ثور ومفترس، و) بين مشتقين نحو (صاهل وحارث).

  (والثالث) وهو الذي يتحد ويتعدد مدلوله: (إن كان حقيقة) لغويَّة أو عرفية أو شرعيَّة أو اصطلاحيَّة، فيدخل فيه المنقول (في مدلولاته) المتعددة، بأن يستعمل فيهما جميعاً على سواء، بحيث لا يحتاج في معرفتها إلى قرينة، (فمشترك)، والاشتراك في الاسم ظاهر، كعين وقرء، وفي الفعل مثل يضرب، فإنه مشترك بين الحال والاستقبال، وفي الحرف نحو الواو فإنها مشتركة بين العطف والجر.

  والإشتراك يكون في الجوامد (كنظر)، فإنَّه مشترك بين الفكر والبصر.

  (و) في المشتقات مثل (ناظر) فإنه مشترك بين الناظر إلى الشيء والمنتظر للشيء.

  (وإلاَّ) يكن حقيقة في مدلولاته بأن كان يحتاج مثلاً في بعضها إذا قصده بذلك اللفظ إلى قرينة، ولا يخرج من أن يكون حقيقةً في بعضها (فحقيقة) فيما لا يحتاج إلى قرينة، (ومجاز) فيما يحتاج إلى القرينة، كالأسد للحيوان المفترس وللرجل الشجاع، وهذا بناء على استلزام المجاز؛ إذ لولا الاستلزام لجاز كون اللفظ لمعنيين مجازاً، وقد يكون ذلك في الجوامد (كبحر) فإن له معنيين أحدهما: الماء المعروف، والثاني: الكرم، وليس حقيقة فيهما، بل هو مجاز في الكرم.

  (و) في المشتق مثل (زاخر) كذلك.

  (والرابع) وهو الذي يتعدد ويتحد مدلوله: (المترادف)، وسمي به لترادف اللفظين، أي تواليهما على معنَى واحد، وسواء كانا من لغةٍ واحدةٍ، أو لغتين كلغة العرب مثلاً ولغة الفرس، والترادف مأخوذ من الرديف وهو ركوب اثنين دابة واحدة، كأن المعنى مركوب واللفظان راكبان عليه.

  ويكون في الجوامد: (كقعود وجلوس، و) في المشتقات: مثل (قاعدٍ وجالسٍ، وكلها) أي الأقسام الأربعة (مشتق وغير مشتق)، وقد تقدمت أمثلتها، وسنفسر المشتق إنشاء الله تعالى.