فصل: [في العلم]
  لمعنيين لكن تناوله المعين الثاني بوضعٍ آخر غير الوضع الأوَّل بخلاف سائر المعارف، وذكره لهذا القيد لئلا تخرج الأعلام المشتركة عن الحد.
  (فإن كان التعيين) في المعين (خارجياً فعلَم الشخص، كزيد) يريد معين في الخارج للجثة المعروفَة لا يتناول غيرها، (وإلاَّ) يكن التعيين خارجياً بأن كان ذهنياً (فعلَم الجنس)، فهو ما وضع لمعين في الذهن أي ملاحظ الوجود فيه (كأسامة)، فإنه موضوع للحقيقة الذهنيَّة المتعلقة، فإن أطلق على فرد من الأفراد الخارجيَّة نحو: هذا أسامة مقبلاً، فليس ذلك بالوضع، بل بمطابقة الحقيقة الذهنيَّة لكل فرد خارجي مطابقة كل كلي عقلي لجزئياته الخارجيَّة، نحو قولهم: الإنسان حيوان ناطق، فإطلاقه على الخارج مجاز على رأي.
  وإنما قلنا على رأي: لأن في كلام المطول(١) ما يشعر بأنه حقيقة، وذلك أن أسامة موضوعة للحقيقة المتحدة في الذهن، فإذا أطلقتها على الواحد فإنما أردت الحقيقة، ولزم من اطلاقه على الحقيقة باعتبار التعدد ضمناً، فكان مستعملاً فيما وضع له، لأن معنى استعمال الكلمة في المعنى، أن يكون الغرض الأصلي هو دلالتها على ذلك المعنى وقصد إرادته منها. والله أعلم.
  ثُمَّ العلَم ينقسم إلى: منقول وغيره؛ لأنه إما أن يسبق له وضع في النكرات أو لا، فإن (سبق له وضع في النكرات فهو المنقول) وهو على ستة أنواع:
  [١] منقول عن اسم عين: (كأسد) وثور؛ وذلك لأن أسداً في الأصل واحد الأسود، والأنثى أسدة، نقل إلى اسم قبيلة من مضر وهو أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، وأسد أيضاً قبيلة من ربيعة وهو أسد بن ربيعة بن نزار، وثور في الأصل واحد الثيرة، والأنثى ثورة، نقل إلى ثور أبي قبيلة من مضر، وهو ثور بن عبد مناة بن آد بن طلحة بن إلياس بن مضر.
  [٢] ومنقول عن اسم معنى: كفضل وإياس، والفضل في الأصل نقيض النقص، نقل إلى اسم العين، وإياس مصدر أسه أوساً وإياساً نقل إلى اسم العين.
  [٣] ومنقول عن صفة: كحاتم ونائلة، فحاتم من حتم كذا إذا أوجبه، ونائلة من قولهم: نلت له بالعطيّة أنول نولاً.
(١) المطول للسعد التفتازاني، شرح على تلخيص القزويني.