الدراري المضيئة الموصلة إلى الفصول اللؤلؤية،

صلاح بن أحمد المؤيدي (المتوفى: 1044 هـ)

فصل: [في المشترك]

صفحة 99 - الجزء 1

  المعيار، (والجمهور) منهم أبو علي⁣(⁣١)، وقاضي القضاة⁣(⁣٢)، وأبو الحسين، والرازي، والشيخ الحسن، والشافعي⁣(⁣٣)، والباقلاني⁣(⁣٤) (وهو ممكن عقلاً).

  واختلف القائلون بالإمكان:

  فأئمتنا والجمهور قالوا: وهو مع ذلك (واقع لغة و) واقع (شرعاً) كما سيأتي.

  (ولا يجب وقوعه، وأوجب قوم وقوعه) مستدلين بأنه لو لم يقع لجلب أكثر المسميَّات عن الاسم؛ لأن المعاني غير متناهية؛ لأن الأعداد أحد أنواع المعاني وهي غير متناهية؛ إذ ما من عدد إلا وفوقه عدد آخر، والألفاظ متناهيَة لتركبها من حروف الهجاء وهي متناهية، والمركب من المتناهي متناهٍ، فإذا وُزِّعت المعاني الغير المتناهية على الألفاظ المتناهية لزم أن تشترك المعاني الكثيرة في اللفظ الواحد، وإلا يلزم خلو بعض المعاني عن لفظٍ يدل عليه.

  قلنا أولاً: لا نسلم أن المعاني غير متناهية؛ لأن وجود ما لا نهاية له في الوجود محال، وأمَّا الأعداد فالداخل منها في الوجود متناه، وأيضاً فأصولها متناهية، وهي الآحاد والعشرات والمئون والآلاف، والوضع للمفردات لا للمركبات، ولا نسلم أيضاً أن الألفاظ متناهية.


(١) أبو علي الجبّائي: هو محمد بن عبدالوهاب الجبّائي البصري، من الطبقة الثامنة من طبقات المعتزلة، شيخ المعتزلة، ومقدماً فيهم، وكان ممن يقول بتفضيل أمير المؤمنين علي # كما حكاه ابن أبي الحديد في شرح النهج، له مصنفات كثيرة في علم الكلام، توفي سنة (٣٠٣) هـ.

(٢) قاضي القضاة: هو القاضي عبد الجبار بن أحمد بن عبدالجبار الهمداني، شيخ المعتزلة في عصره، من الطبقة الحادية عشرة، بلغ في العلم مبلغاً عظيماً، وأحاط بأنواع العلوم، وانتهت إليه رئاسة المعتزلة، حتى صار شيخها وعالمها غير مدافع، تولى القضاء بالري لما استدعاه الصاحب بن عباد سنة (٣٦٠) هـ، وله كثير من المؤلفات منها: المغني، وشرح الأصول الخمسة، وشرح المقالات، وفي أصول الفقه: النهاية والعمد في أصول الفقه، وغيرها كثير، وتوفي سنة (٤١٥) هـ، وقيل (٤١٦) هـ.

(٣) الشافعي: هو محمد بن إدريس المطلبي القرشي الشافعي، الذي تنسب إليه الشافعية، عظيم القدر، جليل المحل، توفي سنة (٢٠٤) هـ.

(٤) الباقلاني: هو أبو بكر محمد بن الطيب بن محمد الباقلاني، نسبة إلى بيع الباقلاء، البصري، ولد بالبصرة، وسكن بغداد وتوفي بها، مالكي المذهب، أشعري العقيدة، انتهت إليه رئاسة الأشعرية، توفي (٤٠٣ هـ)، له في الأصول: كتاب التقريب والإرشاد.