فائدة:
  أنشده المبرد في الكامل، قال: والأبلق من السحاب ما فيه سواد وبياض، وفي الخيل كل لون يخالطه بياضٌ فهو أبلق، وهذا دليله أنه مشترك.
فائدة:
  قد يتوهم أن البلق مختص بعيوب الخيل، وليس كذلك وإنما هو اجتماع السواد والبياض فيهما على الإطلاق.
  (وتسمى) هذه المشروطة (المقيدة) لتقييدها بمحلٍ مخصوص بحيث إذا وجد ذلك المعنى في غير ذلك المحل نطلقه عليه.
  (وغير مشروطة كطويل) فإنه يصح إطلاقه على طويل (وتسمى) هذه (مطلقة) لأنها لم تقيد شيء.
فصل: [في بيان الحقيقة الشرعية]
  (والحقيقة الشرعيَّة) وهي اللفظ المستعمل فيما وضع له في عرف الشرع، أي وضعه الشارع بمعنى بحيث يدل عليه بغير قرينة، سواء كان ذلك لمناسبة بينه وبين المعنى اللغوي أولاً (ممكنه عقلاً) إذ لا مانِع من ذلك، (خلافاً لعباد) بن سليمان(١)، بناء منه أن بين اللفظ والمعنى مناسبة مانعة من نقله إلى غيره ذاتية وسيأتي إفساده فيها إنشاء الله تعالى.
  ثُمَّ إنَّ المجوزين لإمكانها اختلفوا في وقوعه، فلذلك قال: (واختلف في وقوعها):
  (فعند أئمتنا والمعتزلة وجمهور الفقهاء: أنها) أي الحقيقة الشرعيَّة (واقعة بالنقل عن معانيها اللغويَّة) لا لمناسبة بل (إلى معانٍ مخترعة شرعية) لم يلاحظ فيها مناسبة بينها وبين المعاني اللغويَّة، كالإيمان فإنه نقل عن معناه اللغوي وهو التصديق إلى فعل الواجبات واجتناب المقبحات من دون مناسبة معدودة، وكذلك الصلاة فإنها نقلت إلى العبادة المخصوصة؛ لأن معناها اللغوي إمَّا الدعاء والاتباع، ومنه المصلي في الجملة لاتباعه السابق، ولا اعتداد بما يوهم من المناسبة فيها من أن فيها اتباعاً ودعاء، لأن الأخرس والمنفرد يسميان مصلياً مع انتفاء الاتباع والدعاء، ووجدان المناسبة في بعض الأفراد غير معتبرة لانتفائها في بعض الأفراد، هكذا ذكر معناه عضد الدين.
(١) هو عباد بن سليمان الصيمري، من علماء المعتزلة، توفي سنة (٢٥٠) هـ، تقريباً.