هذا المجال، قيَّد أوابد الفوائد بقلمه في الهوامش والمتون، وحَلّ مشكلاتِ الأمهاتِ بنتائج فكرته الصَّافية في جميع الفنون، إعجامه إعراب ورموزه كافلة بحل المشكلات الصعاب، فمن كتبه صحِّحت الكتب من بعده، ومن نتائج فكرته نقلت الحواشي التي جرى بها قلم تصرّفه ونقدُه، ومن مصابيح عنايته أنارت أرجاء المدارس وورى زندُه، وفي أثره سلك الناس واضح قصده، فهم عيال عليه، ومقتبسون منه وراجعون إليه، هذا مع دين متين، وورع شحيح، وخُلُقٍ سجيح، وبرارة نبوية، وتأله وعبادة علويَّة، وزهادة هدويَّة، لا تراه أبداً إلا قارياً أو مقرياً أو كاتباً أو مصلياً.

  إلى قوله حاكياً عن السيد الهادي بن إبراهيم ولده: كان لا يفتر عن المطالعة لحظة ولا ساعة، ولقد كان مع كبر السن وضعف البصر لا يصبر عن المطالعة حتى يؤتَى بالسراج وقت المغرب بل يقرب إلى باب المنزل فيقتبس ما بقي من ضوء الحجرة.

مؤلفاته

  لقد أثرى السيد صارم الدين المكتبة الإسلامية عموماً، والزيدية خصوصاً، بالمؤلفات العظيمة في شتى فنون العلم، وصارت مدرساً للزيدية، ومعتمدة عند علماء العترة الزكية، ومرجعاً يرجع إليها المحصلون والمحققون، ومن تلك المؤلفات:

  - الفصول اللؤلؤية في أصول فقه العترة الزكية، في أصول الفقه، وهو هذا الذي يتناوله هذا الشرح.

  - هداية الأفكار إلى معاني الأزهار في فقه العترة الأطهار، في الفقه، لا يزال مخطوطاً، وقد شرحه السيد صلاح بن أحمد المؤيدي بكتاب (لطف الغفار الموصل إلى هداية الأفكار).

  - التلخيص على التلخيص، في علم المعاني والبيان.

  - الفلك الدوار في علوم الحديث والفقه والآثار، وهو كتاب لم يسبق إلى مثله.

  - منقح الأنظار الموصل إلى هداية الأفكار، في الفقه، وهو شرح على الهداية.

  - الجوهر الفائق واللفظ الرائق، في الرد على بعض العلماء.

  - الفصول المنتخبة والطرازات المذهبة.

  وله الكثير من الرسائل والبحوث العلمية، والفتاوى.