الدراري المضيئة الموصلة إلى الفصول اللؤلؤية،

صلاح بن أحمد المؤيدي (المتوفى: 1044 هـ)

[معاني الفاء]

صفحة 197 - الجزء 1

  وقد ذكره أبو الحسين الطبري في كتاب معاني القرآن⁣(⁣١)، ووجّهه وأشار إليه.

  وقيل: هي عاطفة والزائدة الواو في قوله تعالى {وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا}⁣[الزمر: ٧٣].

  وقيل: هما عاطفتان، والجواب محذوف، أي كان كيت وكيت، وكذلك البحث في {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ١٠٣ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ ١٠٤}⁣[الصافات]، الأولى أو الثانية زائدة على هذا القول، أو هما عاطفتان، والجواب محذوف على قول الجمهور، والزيادة ظاهرة في قوله:

  فما بال من أسعى لأجبر عظمه ... حفاظاً وينوي من سفاهته كسري

  وقوله:

  ولقد رمقتك في المجالس كلها ... فإذا وأنت تعين من يبغيني

[معاني الفاء]

  [٢] (و) الثاني: (الفاء) وهي (للتعقيب) أي تدل على وقوع الثاني عقيب الأول، سواء كانت حرف عطف أو لا.

  والدليل على ذلك: قد مر، وهو نوعان:

  معنوي: نحو: قام زيد فعمرو.

  وذكري: وهو عطف مفصل: على مجمل، نحو {فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ}⁣[البقرة: ٣٦]، ونحو {فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً}⁣[النساء: ١٥٣]، ونحو {وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي}⁣[هود: ٤٥]، ونحو «توضأ فغسل وجهه ويديه ومسح رأسه ورجليه».

  وقوله (خلافاً لبعض النحويين) إشارة إلى ما روي عن الفراء من أنه قال بعدم إفادتها التعقيب، وهذا مع قوله إن الواو تفيد الترتيب غريب، وقد سبق تفصيل الجرمي من أنها تدل على التعقيب في الأماكن والمطر.

  فإن استدلا: بقوله تعالى {وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ ٤}⁣[الأعراف: ٤].


(١) هو أحمد بن موسى الطبري، شيخ الإسلام أبو الحسين، ولد في طبرستان وهاجر إلى اليمن لنصرة الإمام الهادي #، وكان من عيون أصحابه، ومن كبار علماء الزيدية في عصره، يروي عن المرتضى محمد بن يحيى عن أبيه الهادي أصول الدين، وعنه علي بن أبي الفوارس، وإبراهيم اليفرسي، بقى بعد موت الهادي وولديه المرتضى والناصر، قائماً بالعدل والتوحيد، ومعلماً للخير، أقام بصنعاء يدرس، مات بعد سنة (٣٤٠) هـ تقريباً.