[معاني حتى]
  وقال (المؤيد بالله #) في قوله تعالى {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ١٧ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ١٨ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ١٩}[القيامة: ١٧ إلى ١٩]، المراد وإن علينا بيانه، فهي حينئذ (تقع موقع الواو)، وحمل قول أمير المؤمنين # في المرأة التي تزوجت في عدتها فقال (يفرق بينهما، وعليه صداقها بما استحل من فرجها، وتتم ما بقي عليها من عدة الأول، ثم تستقبل ثلاثة قروء من الآخر)، قال: فيه تقديم وتأخير وثم بمعنى الواو، أي: وتستقبل ثلاثة قروء من الآخر، وتتم ما بقي من عدة الأول.
[معاني حتى]
  [٤] (و) الرابع: (حتى) وهي لانتهاء الغاية غالباً، وقد تستعمل للتعليل نحو: أسلم حتى تدخل الجنة، وندر استعمالها للإستثناء، نحو:
  ليس العطاء من الفضول سماحة ... حتى تجود وما لديك قليل
  أي إلا أن تجود، الإستثناء منقطع.
  قال صاحب المغني: وقل من يذكر استعمالها للإستثناء، وإذا استعملت لإنهاء الغاية فهي حينئذ:
  إما جارة لاسم صريح، نحو: {سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ٥}[القدر: ٥]، أو مصدر مؤول من أن والفعل، نحو {قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى ٩١}[طه: ٩١]، أي إلى رجوعه.
  وإما عاطفة (و) يجب أن يكون (معطوفها بعض متبوعه)، نحو: مات الناس حتى الأنبياء، (أو كبعضه): وهو المختلط به، نحو: خرج الصادون حتى كلابهم.
  والذي يضبط لك ذلك: أنها تدخل حيث يصح دخول الإستثناء، ويمتنع حيث يمتنع.
  ومن هنا علل بعضهم أن مخفوضها يجب أن يكون ظاهراً لا مضمراً، لأنه لا يمكن عود ضمير البعض على الكل.
  ونُظِّرَ هذا بأنه قد يكون ضميراً حاضراً، نحو قوله:
  أتت حتاك تقصد كل فج ... ترجي منك أنك لا تجيب
  فلا تعود على ما تقدم.
  وأنه قد يكون ضميراً غائباً على ما تقدم غير الكل، كقولك: زيد ضربت القوم حتاه.
  والصحيح في العلة أنها لو دخلت عليه قلبت ألفها كما في إلى، وهي فرع عن إلى فلا تحتمل ذلك.