الدراري المضيئة الموصلة إلى الفصول اللؤلؤية،

صلاح بن أحمد المؤيدي (المتوفى: 1044 هـ)

[معاني أو وإما]

صفحة 203 - الجزء 1

  (و) يكون ما بعدها (غاية له) أي للمتبوع، إما (في زيادة) نحو مات الناس حتى الأنبياء، (أو) في (نقص) نحو: زارك الناس حتى الحجامون، وقد اجتمعا في قوله:

  قهرناكم حتى الكماة فأنتم ... تخافوننا حتى بنينا الأصاغرا

  (و) حتى العاطفة (لا تقتضي ترتيباً) كالفاء وثم (خلافاً للزمخشري) وغيره كابن الحاجب، فإنه جعلها كثم.

  وقال نجم الدين: قال الجزولي: المهلة في حتى أقل منها في ثم، فهي متوسطة بين الفاء التي لا مهلة فيها وبين ثم المفيدة للمهلة، قال: والذي أرى أن حتى لا مهلة فيها، بل حتى العاطفة تفيد أن المعطوف هو الجزء الفائق: إما في القوة، أو في الضعف على سائر أجزاء المعطوف عليه، بل قد يكون تعلق الفعل العامل في المعطوف عليه والمعطوف بما بعد حتى أسبق من تعلقه بالأجزاء الأخر، كقولك: توفى الله كل أب لي حتى آدم، وقد يكون تعلقه به في أثناء تعلقه بالأجزاء الأخر، نحو: مات الناس حتى الأنبياء، فالمقصود أن الترتيب الخارجي لا يعتبر فيها أيضاً، كما لا يعتبر فيها المهلة، بل المعتبر ترتيب أجزاء ما قبلها ذهناً من الأضعف إلى الأقوى، كما في: مات الناس حتى الأنبياء، أو من الأقوى إلى الأضعف، نحو: قدم الحاج حتى المشاة. انتهى.

[معاني أو وإما]

  (و) الخامس والسادس: (أو وإما) أما أو فهي من حروف العطف، ويكونان:

  (لشك) من المتكلم، نحو: {قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ}⁣[الكهف: ١٩]، وجاءني إما زيد وإما عمرو، إذا لم يعلم الجائي منهما.

  (أو تشكيك) على السامع، نحو: جاءني زيد أو عمر، وإما زيد وإما عمرو، مع علمك بالجائي منهما.

  (أو تقسيم) نحو: الكلمة اسم أو فعل أو حرف، أي منقسمة إلى الثلاثة، إنقسام الكل في جزئياته، فيصدق على كل منها، وإما اسم أو فعل أو حرف.

  (أو إيهام) على السامع نحو {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ٢٤}⁣[سبأ: ٢٤]، الشاهد في أو الأولى، وقول الشاعر:

  نحن أو أنتم الأولى ألفوا المجد ... فبعداً للمبطلين وسحقاً

  ونحو {وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ١٠٦}⁣[التوبة: ١٠٦].