[معاني بعض الحروف الناصبة]
  وتقع في عطف الجمل بعد جميع أنواع الكلام إللا بعد الإستفهام والتمني والترجي والعرض والتحضيض، فضاهت بل في ذلك إلا في الترجي والتمني على ما أسلفناه لك، وما أسلفناه لك من الحروف هي العاطفة.
[معاني بعض الحروف الناصبة]
  (و) لابد من ذكر غيرها تكميلاً للفائدة وللإحتياج إليها في فروع الفقه (كالحروف الناصبة) للفعل، وذلك حروف ثلاثة:
  (كإذن) فهي إحدى نواصب الفعل إذا لم يعتمد ما قبلها على ما بعدها، أو كان الفعل مستقبلاً، فهي موضوعة (للجواب والجزاء عند سيبويه، قيل) والقائل بذلك هو أبو علي الشلوبين (مطلقاً) أي في كل موضع، لكونه كإذما وحيثما في حذف الجملة المضاف إليها، فإن الظرف الواجب إضافته إلى الجملة يقطع عن الإضافة لتضمين معنى الشرط، وذلك لأن كلمات الشرط مبهمة والإضافة تمنع عن الإبهام، لكن لما كان الجملة المضاف إليها إثباتية من حيث المعنى، ومبدلة عنها التنوين من حيث اللفظ، بخلاف إذما وحيثما لم يجزم إذن ما هو جوابه.
  (وقيل) والقائل بذلك الفارسي، إنما تكون لهما (غالباً) أي في أغلب أحوالها، وقد تتمحض للجواب، بدليل أنه يقال: أحبك، فتقول: إذن أظنك صادقاً، إذ لا مجازاة هنا، وكلام نجم الدين يشعر باختيار قول الفارسي، لأنه قال: وإنما قلنا إن الغالب تضمن معنى الشرط ولم نقل بلزوم معنى الشرط فيه كما أطلقه النحاة، لأنه جاء في قوله تعالى {فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ ٢٠}[الشعراء: ٢٠]، ولا معنى للشرط فيه.
  وأصل إذن على ما اختاره الرضي إذ، حذفت الجملة المضاف إليها وعوض عنها التنوين، لما قصد جعله صالحاً لجميع الأزمنة الثلاثة بعد ما كان مختصاً بالماضي.
  وقيل: هي اسم: فقيل: هي مركبة من إذن وإن، والصحيح أنها بسيطة.
  قال في المغني: وعلى البساطة فالصحيح أنها الناصبة، لا أن مضمرة بعدها، وكلام المؤلف يؤذن باختيار أنها حرف، لقوله وكالحروف الناصبة، ولم يتضح لي حسن إدخال الكاف في قوله وكالحروف الناصبة، إلا على توهم شيء تقديره كحروف الجر وكالحروف الناصبة.