الدراري المضيئة الموصلة إلى الفصول اللؤلؤية،

صلاح بن أحمد المؤيدي (المتوفى: 1044 هـ)

[معاني ألفاظ البسملة]

صفحة 27 - الجزء 1

  البيانِ أبوابَ مقفَلِه، ولا تُدرِكُ الأوهَامُ ظاهرَ مُفَصَّله، فعذاريه تحت الحُجُبِ مستورةٌ⁣(⁣١)، وخرائدُه في خيام الأستار مقصورة⁣(⁣٢)، فأُمِرْتُ بلسان الإلهام، لا كوَهْمٍ من الأوهام، أن أخوضَ في بحاره، وأسبَحَ في تياره، وأنشرَ مطويَّات رموزِه، وأنثرَ مدفوناتِ كُنوزِه، وأزيلَ فضلَ القناع، وأزيدَ طالبَه بعضَ الإطلاع، وأذلِّلَ شواردَ صعابِه، وأسهلَ مطالِع شِعابِه، وأضمَّنَه حججاً واردةً إن شاء الله على سَنَنِ كتابِه، رافلةً في حُلَلِ التيهِ بينَ أبكار خطابِه، مع اعترافي بقل الاستبضاع، وكسود المتَاع، ولينفق ذو سعةٍ من سعته، وليعطِي المجدي من جدتِه، وها أنَا إن شاء الله فيه شارع، ومن مناهِلي بحمد الله كارع، أركب كل صعب وذلول، أصيد شوارد علم الأصول، وباذلٌ جهدي في الوصول، إلى مقاصد الفصول، معتمداً على الله، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب، أسأله بمنِّه وكرمِه أن ييسر ذلك إنه سميع مجيب، وأقربُ قريب، وهو حسبي وكفى، ونعم المولَى ونعم النصير، ونعم العوين لي ونعم الظهير.

  أقول بدأ السيد | كتابه بالتسمية فقال:

[معاني ألفاظ البسملة]

  

()

  ووجه البداية ببسم الله من العقل والسمع⁣(⁣٣):

  أمَّا العقل: فلِما تقرر في العقول من حسنِ فعلٍ يفتتح به الأربُ، ويُستمنح به جدوى الطلب، والبداية باسم الله فيستفتح بها تمامُ ما شرع فيه، ويستمنح بها جدوى طلب الثواب الجزيل، والإكرام النبيلِ.


(١) العذاري جمع عذراء: وهي البكر الحسناء، شبه ألفاظه بالأبكار اللائي لم يفضضن، حيث لم يتوصل إلى استخراج معانيها.

(٢) الخرائد جمع خريدة: وهي المرأة الحسناء التي لم يرها أحد، ومعناه كالأول.

(٣) إن قيل: البداية باسم الذات الواجب الوجود المستحق لجميع المحامد أعون على تحصيل المراد، وأحرى للطالب نهج السداد فما فائدة إقحام اسم بينهما؟

قلت: الأمر كذلك، وإنما أقحم اسم بين الحرف ولفظ الله سبحانه صيانة للاسم الجليل عن إيهام كونه البركة أذكر، تمت من هامش النسخة (أ).