[معنى الحمد لله رب العالمين]
  سموتَ بالمجد يا ابن الأكرمين أباً ... لا زلت غيث الورى لا زلت رحمانا
  فانتقم الله منه فقتله وحشي قاتل حمزة.
  وأمَّا الرحيم: فهي لفظة تستعمل في الخالق والمخلوق، فقيل: في المخلوق لا يجوز إلا بحذف التعريف وإثباتِ الإضافة.
  وقال القاضي عبد الله: والصحيح أنه يجوز التعريف وحذف الإضَافة، كقولِه:
  ألا وإنّ العالمَ الرحيمُ
  وهما حقيقتان في حقه تعالى لما قرَّره أهلُ التحقيق في الكلام، وقد جوّد السيد محمد بن إبراهيم | الأدلَّة على ذلك في الإيثار، وأتى بما يشفي الغليل، ويبري العليل.
[معنى الحمد لله رب العالمين]
  وثَنَّى السيدُ | بالحمد فقال: (الحمد لله)(١) وهو يؤخذ ذلك من العقل والسمع:
  أمَّا العقل: فلمَا ثبت عند العقلاء أنَّ من أحسنَ إلى الغير إحساناً يسيراً فإنه يجب أن يحمد فاعله، فبالأولى المنعم بأصول النعم [وهي: خلق الحي حيّاً، وخلقُ عقله، وخلقُ شهوته، وتمكينُه من المشتهيات](٢)، وفروعِها، فجديرٌ بنا البدايَة باسمه تبركاً، والثناء بحمده شكراً.
  وأمَّا السمع: فالكتاب، والسنة، والإجماع:
  أما الكتاب: فقوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ٢}[الفاتحة: ٢].
  وأمَّا السنَّة: فما روي عنه ÷: «خشيةُ الله مفتاحُ كلِّ حكمة، والحمدُ لله وفاءُ شكرِ كلِّ نعمة».
  وأمَّا الإجماعُ: فلا خلاف بين العقلاء أنَّ حمد الله تعالى واجبٌ.
  وللحمد معنيان: أعمٌّ وأخصّ:
(١) فإن قيل: ما الفائدة الداعية إلى كون الجملة الإخبارية مستعارة للجملة الإنشائية، وهي الله أحمد، أجيب: بأن إيراد الحمد بجملة لا يجري في مضمونها التكذيب أولى من إيراده بما تحتمل ذلك وهي الله أحمد، وقد ألم ابن مالك في شرح المشارق بذلك، تمت من حاشية على النسخة (أ).
(٢) ما بين القوسين مثبت في الأصل، وضرب عليه بأنه حاشية.