قلنا: ساغ ذلك بمعنى الوصفية فيه، وهي الدلالة على معنى العلم⁣^(⁣١).

[معنى الصلاة على النبي وآله]

  وثلث المصنف | بالصلاة على النبي ÷ لقوله تعالى: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ٤}⁣[الشرح: ٤]، فقال |:

  (وصلواته)، وجملة ما استعملت فيه خمسة معان:

  الدعاء، وهو الأشهر، والرحمة، والصلاة ذات الركوع والسجود، ولكنائس اليهود، قال تعالى: {وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ}⁣[الحج: ٤٠]، وللصلوين الذين هما العرقان والعظمان المفترقان على الذَّنَب.

  وقيل: الصلاة من الله بمعنى الرحمة، ومن الملائكة بمعنى الإستغفار، ومنا بمعنى الدعاء.

  قال الإمام شرف الدين #: قد ذكر العلماء معاني الصلاة وهي في الأصل بمعنى الدعاء في جميع وجوهها، وهي في حق الباري ø مجاز عن الرحمة؛ لأن الداعي لغيره راحم له، فإذا قلت: اللهم صل على فلان، فقد استعملت الصلاة التي بمعنى الدعاء في الرحمة التي هي سبب الدعاء، وهذا في أصل استعمال الصلاة.

  فأما الصلاة على نبينا ÷ فقد صارت حقيقة شرعيّة في معنى آخر وهو الإجلال والتعظيم، وطلب ذلك من الباري ø على غاية ما يُمكن طلبُه من المعبود لأحب عباده إليه، وأجلهم لديه، وهذا الطلب تعظيم أيضاً من الطالب للمطلوب له، بخلاف الصلاة على غيره، فإنها دعاء بمعنَى الرحمة.

  واختلف في الصلاة على النبي ÷ هل هي واجبة أم مندوبَة؟

  فقيل: إنها واجبة، وقيل: إنها مندوبة.

  والقائلون بوجوبها اختلفوا في حال وجوبها:

  فمنهم من أوجبها كلما جرى ذكره ÷، وفي الحديث: «من ذكرت عنده ولم يصل علي فدخَل النار فأبعده الله».

(١) لأنه اسم لما يعلم به الصانع، فينبغي أن يجمع بالواو والنون. تمت من حاشية على الأصل.