[معاني السبعة الأحرف]
  (ويوصف ما دون حد الإعجاز) أي ما دون المرتبة التي هي الإعجاز فإضافة حد إلى الإعجاز بيانية، (بأنه قرءاناً متواتراً كالآية والآيتين) وسيأتي الكلام في بيان الآية، وكلام أصحابنا في المعجز أنه ثلاث آيات.
  وحجتهم: أن الله تعالى قد تحدى بالسورة، وأقل السورة ثلاث، فيه نظر على أصلهم إذ البسملة آية فأقل سورة أربع آيات وليتأمّل.
  وإنما وصف حد الإعجاز بأنه قرآن لصدق حده عليه؛ إذ هو منزل للإعجاز.
  (و) يوصف (الحرف الثابت في أحد القراءتين دون الأخرى كمالك) أي كألف مالك ويحتمل أن يكون مالكاً جميعه بأنه (جزء متواتر أتي به توسعة) وتسيير على الناس كما يأتي إنشاء الله تعالى، (ولا يسمى على انفراده) في عرف الشرع (قرءاناً).
  (والمجتزئ بالأخرى) أي القراءة التي لم تثبت فيها الحرف كقارئ ملك (لم يترك قرءاناً) أي حرفاً من القرآن.
  قال الشيخ لطف الله: وتسميته قرءاناً مجاز؛ إذ كل من ملك ومالك مستقل في آية قرآن، فليس ملك منقوصاً من مالك بحذف الألف، فإذا اجترئ بملك عن مالك فقد اجترئ بلفظ مساوٍ لمالك في أنه متواتر، فهو حينئذ (كالمجتزئ بأحد خصال الكفارة المجزية) ككفارة اليمين، وهي العتق والإطعام والكسوة، فإن المجترئ بالإطعام لم يترك كفارة.
  (ولفظ القرآن يطلق على الحكاية) وهي التي يقرأ القارئ، (والمحكي) وهو المنزل، وفي الحواشي قال المؤيد بالله #: في آخر الإفادة: اسم القرآن يطلق على الحكاية والمحكي، وحكاية الإنسان فعله على الحقيقة، وذات القرآن والأصوات المتقطعة تقطيعاً مخصوصاً.
[معاني السبعة الأحرف]
  (و) اعلم أنه روي عن رسول الله ÷ «إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه»، وادعى الجزري الاتفاق عليه، وهذا لفظ البخاري عن عمر.
  قال: وفي لفظ مسلم عن أبي أن النبي ÷ كان عند إضاءة بني عفار فأتاه جبريل فقال «إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرف»، فقال «أسأل الله معافاته ومعونته، فإن أمتي لا تطيق ذلك» ثُمَّ أتاه الثانية فقال «إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرفين»، فقال