[شرح بقية ألفاظ المقدمة]
[شرح بقية ألفاظ المقدمة]
  (وبعد) الواو للإبتداء، وبعد ظرف، وهي من الظروف المبنية المقطوعة عن الإضَافة، أي وبعد التسمية والحمد والصلاة على النبي ÷، (هذه نخب مصطفاة من أقوال أئمتنا) أي مختارة؛ لأن النخبة هي المختار من كل شيء، والإشارة بقوله: فهذه إلى المسائل الحاضرة في الذهن، سواء كان وضع الديباجة قبل التصنيف أو بعده، إذ لا حضور للألفاظ المرتبة ولا لمعانيها في الخارج، ذكره المحقق الدوالي في شرح التهذيب.
  وقوله: (ونُغَبٌ) أي جُرَعٌ، جمعه نُغبة - بضم النون وسكون العين المعجمة - وقد تستعمل النغبة في الوقفة الغير الشافية، قال في الحواشي: قال السيد الهادي لليسد عبد الله بن يحيى الزيدي الحسيني: النغبة والنغبتان منك لا تكفي، وهذا تشبيه محذوفة أداته؛ لأنه شبه المسائل بالماء، فالتقدير هذه كالنغب إلاَّ أنه حذف الأداة.
  قوله (مصفاة من سلسال معين علمائنا) ترشيح للتشبيه، إذ هو لا يختص بالإستعارة، لأنه الإتيان بشيء من لوازم المشبه به إن كان في الكلام تشبيه، أو المستعار منه إن كان فيه استعارة، أو المعنَى الحقيقي إن كانَ فيه مجاز مرسل، لقوله # «أسرعكن لحوقاً بي أطولكنَّ يداً» فإن اليد مجاز عن النعمة، وذكر الطول ترشيح، وفيه سجع مرصع من أحد قسيميه.
  وقوله (اعتصرتها) أي استخرجتها (من أفانين) جمع فَنَن، وهو الغصن، قال:
  أإن هتفت في جنح ليل حمامةٌ ... على فَنَنٍ غَضِّ النباتِ من الزند
  و (دوحات) جمع دوحة، وهي الشجر الملتف، مضاف إلى (معارفهم) وفي قوله: معارفهم، استعارة بالكناية، وبيان ذلك على مذهب صاحب التلخيص:
  أنَّه شبه معارفهم بالأرض بجامع كون كل منهما سبباً للإنبات، إذ الأولَى سبب لإنبات الأشجار والثانية سببٌ لإنبات الفوائد، وذلك التشبيه مضمر في النفس، ودلَّ عليه بإثبات الدوحَات للمعارف، فذلك التشبيه هو الإستعارة بالكناية، وذلك الإثبات هو التخييلية، فصار كقول الهذلي:
  وإذا المنية أنشبت أظفارها ... ألفيت كل تميمة لا تنفع