الدراري المضيئة الموصلة إلى الفصول اللؤلؤية،

صلاح بن أحمد المؤيدي (المتوفى: 1044 هـ)

فصل: [في معنى المبين والمفسر]

صفحة 560 - الجزء 1

الباب السابع من أبواب الكتاب: باب المبين

فصل: [في معنى المبين والمفسر]

  (المبين نقيض المجمل) فحقيقته: ما اتضحت دلالته، (ومرادفه: المفصل: والمفسَّر) يعني أن معانيها متفقة، قال أبو الحسين: وقولنا مفسر قد يراد به ما احتاج إلى تفسيره، وقد يراد به الخطاب المتداول المستغنى عن تفسيره لوضوحه في نفسه، (ويقع) المبين:

  (في القول) الوارد عن الله تعالى وعن الرسول ÷:

  فالأول: كقوله تعالى {بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا}⁣[البقرة: ٦٩]، فإنه مبين لقوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً}⁣[البقرة: ٦٧].

  والثاني: كقوله ÷ «فيما سقت السماء العشر» فإنه ورد مبيناً لقوله تعالى {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ}⁣[الأنعام: ١٤١]، وسواء كان القول (منطوقاً) كما مثل، (أو مفهوماً) كقوله تعالى {فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ}⁣[الاسراء: ٢٣]، فإن ما يفهم منه وهو تحريم الضرب مبين، وكقوله ÷ «في سائمة الغنم زكاة» فإن ما يفهم منه وهو كون المعلوفة لا زكاة فيها مبين، (و) سواء كان ذلك القول (مفرداً) كما مثل، (أو مركباً) مثل ما لو قيل: أو يعفوا الزوج.

  (و) يقع (في الفعل) وهو في الأغلب من النبي # وآله الكرام مثل صلاته فإنها مبينة لقوله تعالى {أَقِيمُوا الصَّلَاةَ}⁣[الأنعام: ٧٢]، بواسطة قوله عليه الصلاة والسلام وآله الكرام «صلوا كما رأيتموني أصلي»، وحَجُّهُ فإنه ورد مبيناً لقوله تعالى {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}⁣[آل عمران: ٩٧]، بواسطة قوله عليه الصلاة والسلام وآله «خذوا عني مناسككم».

  (و) يقع المبين في (الترك) كلو ترك التشهد الأوسط من غير سهوٍ فإنه مبين لجوازه، أو ترك القنوت كذلك.

  (والتقرير) كأن يرى النبي ÷ إنساناً يصلي ويفعل أفعالاً في الصلاة ولا ينهاه عنها مع تكامل شروط التقرير، فإنه يدل على جوازها؛ إذ لو لم يكن كذلك لكان صلى الله عليه قد ترك ما يجب من النهي عما يفسدها، فيثبت أن التقرير بيان.