فصل: [في أقسام التأويل]
فصل: [في أقسام التأويل]
  والتأويل: (قد يكون ممكناً):
  [١] (قريباً) من الظاهر (فيترجح بأدنى مرجح) لقربه مثل: قولهم في قوله تعالى {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ}[المائدة: ٦]، أي عزمتم.
  [٢] (و) قد يكون (بعيداً) عنه لعدم قرينة حالية أو مقالية أو عقلية (فيحتاج) لبعده (إلى) مرجح (أقوى) ولا يرجح بالمرجح الأدنى.
  [٣] (و) قد يكون (متوسطاً) بينهما فيحتاج إلى متوسط بين المرجحين، (وهي) أي هذه الثلاثة (مقبولة) عند العلماء لعدم ما يوجب ردها.
  (و) قد يكون (متعذراً: فيرد) وإنما يوجب رده؛ لأنه لو قُبِل لم يعجز أحد عن نصرة مذهبه، وأدى إلى هدم الدين والارتباك.
  (فمن القريب تأويل قوله تعالى {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ}[يوسف: ٨٢]، بأهل القرية) لأن الحكيم لا يأمر إلا بسؤال القادر على الجواب، فعلمنا أنه غير مراد ظاهره وأن هناك حذفاً.
  (و) تأويل (اليد بالنعمة في قوله تعالى {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ}) قال القاضي فخر الدين: وإنما كان قريباً عند أهل اللغة؛ لأن استعمالهم اليد في النعمة كثير وإن لم يغلب، ومهما عضد ذلك قرينة كان أشد وضوحاً. انتهى، وأيضاً فالعلاقة فيه قوية فالمجاز قريبٌ.
  (ومنه) أي ومن التأويل القريب قوله تعالى ({وَجَاءَ رَبُّكَ} أي أمره، وليس من البعيد) لأن حذف الفاعل شائع كثير، وقوله (في الأظهر) إشارة إلى قول الجويني أنه من البعيد.
  وفي الحواشي: نكتة: ذكر الحفيد والقاضي عبد الله وابن أبي الخير في شرحهما، وكذا غيرهم: أن نحو قوله تعالى {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} من التأويل القريب، ونحو قوله تعالى {وَجَاءَ رَبُّكَ} من التأويل البعيد، قال القاضي عبد الله: وإنما كان الأول قريباً لوجهين:
  الأول: أنه من باب حذف المفعول المضاف وإقامة ما أضيف إليه مقامه، وهو المشهور في اللغة كقوله:
  سل الربع أنَّا يممت أم مالك ... وهل عادة للربع أن يتكلما