الدراري المضيئة الموصلة إلى الفصول اللؤلؤية،

صلاح بن أحمد المؤيدي (المتوفى: 1044 هـ)

فصل: [في حجية قول أمير المؤمنين علي # وفعله]

صفحة 109 - الجزء 2

  وأيضاً فكل عمل إذا كان طريقه العلم فقد حصل فيه الاعتقاد لا محالة، فحينئذ لا فرق بين العلمي والعملي.

فصل: [في حجية قول أمير المؤمنين علي # وفعله]

  قال (الإمامية وجمهور أئمتنا: وقول الوصي) وهو أمير المؤمنين # علي بن أبي طالب #، لقب بذلك لأنه الوصي بالإمامة، وأدلة ذلك مبسوطة مطولة في كتب الأصحاب، ومما يستظهر به من كتب القوم على ذلك ما ثبت في الجمع بين الصحيحين للحميدي بعد ذكر ما اتفق عليه الشيخان: أن رسول الله ÷ أوصى بالكتاب، قال الحميدي في حديث مهدي زيادة ذكرها أبو مسعود وأبو بكر البرقاني وفيما عندنا من كتابهما، وهي: قال هذيل بن شرحبيل: أبو بكر كان يتآمر على وصي رسول الله.

  وفي صحيح البخاري من كتاب الوصايا حديث إبراهيم بن الأسود، وقال: ذكروا عند عائشة أن علياً كان وصياً لرسول الله، فقالت: (متى أوصى إليه).

  وأنت تعلم أن المثبت أولى.

  وفي تفسير البغوي⁣(⁣١): لقوله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ٢١٤}، روى محمد بن إسحاق بن عبد الغفار بن القاسم، عن المنهال بن عمرو، عن عبد كثير بن الحارث بن نوفل بن الحارث، عن ابن عباس، عن علي كرم الله وجهه في الجنة قال: (لما نزلت هذه الآية دعاني رسول الله ÷ فقال: «يا علي: إن الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين، فضقت لذلك ذرعاً، وقد عرفت أني متى أباديهم بهذا الأمر رأيت منهم ما أكرههم، فصمت عليها حتى جاءني جبريل فقال: يا محمد، إلا تفعل ما تؤمر يعذبك ربك» وساق في البغوي الحديث حتى قال: «وقد أمرني أن أدعوكم إليه، فأيكم يوازرني على أمري هذا، ويكون أخي ووصي وخليفتي فيكم»، فأحجم القوم عنها، فقلت - وأنا أحدثهم سناً - أنا يا نبي الله أكون وزيرك، فقال:


(١) هو الحسين بن مسعود البغوي، أبو محمد، ركن الدين، الإمام الحافظ المفسر الفقيه المحدث، توفي سنة (٥١٦) هـ، بمرو، له كتاب تفسير البغوي، والجمع بين الصحيحين، وغيرهما.