الدراري المضيئة الموصلة إلى الفصول اللؤلؤية،

صلاح بن أحمد المؤيدي (المتوفى: 1044 هـ)

فصل: [في الخبر والإنشاء وغيرهما هل لها حكم تتميز به عن بعضها]

صفحة 84 - الجزء 1

  (و) ينقسم (الإنشاء: إلى أمرٍ ونهي) وسيأتي الكلام فيها إنشاء الله تعالى.

  (و) إلى (استفهام) وهو طلب حصول صورة الشيء في الذهن، وأدواته إحدى عشرة: الهمزة، وهل وكيف وأين وأنى ومتى ومن وما وأي وأيان وكم، (ويسمى) أي الاستفهام (استخباراً) لأنه استخبار عن حال المستفَهم عنه.

  (وإلى تَمَنٍّ) وهو طلب حصول الشيء على سبيل المحبة، واللفظ الموضوع له ليت، ولا يشترط فيه إمكان المتمنى، يقول: ليت الشباب يعود.

  (و) إلى (تَرَجٍّ) وهو رجاء حصول المطلوب، واللفظ الموضوع له لعل، ويشترط فيه إمكان المترجى، فلا تقول: لعلني أطلع السماء.

  (و) إلى (عَرْضٍ) وهو عرض الشيء على المخاطب مع محبة حصول المعروض من العارض، نحو: ألا تنزل عندنا تصب خيراً.

  (و) إلى (نِدَاءٍ) وهو طلب الإقبال بحرف نائب مناب أدعو لفظاً أو تقديراً، وآلاته خمس: يا وأيا وهيا وأي والهمزة.

  (و) إلى (غيرها) أي غير هذه الأشياء كالقسم والتعجب ونحو: بعت وشريت وأفعالُ المدح والذم.

  واعلم: أن المعتبر من أقسام الإنشاء هو الأمر والنهي؛ إذ بهما تثبت أكثر الأحكام وعليهما مدار الإسلام.

  قال سعد الدين في شرح التلويح: ولهذا صدر بعض كتب الأصول بباب الأمر والنهي.

  قال شمس الأئمَّة |: أحق ما بدأ به في البيان الأمر والنهي؛ لأن معظم الابتداء بهما، وبمعرفتهما تتم الأحكام، ويتميز الحلال من الحرام.

فصل: [في الخبر والإنشاء وغيرهما هل لها حكم تتميز به عن بعضها]

  في بيان هل للخبر والإنشاء وكذلك جميع أقسامهما حكم يتميز به أحدهما عن صاحبه، وفي كل واحدٍ كالأمر مثلاً لماذا كان أمراً.

  فالأول: فيه إطلاقان وتفصيل:

  الإطلاق الأول: قول (جمهور أئمتنا والمعتزلة ولكل منهما) أي الخبر والإنشاء (حكم) لأجل (يتميز به عن الآخر معلل) ذلك الحكم (بالفاعل) أي المؤثر فيه المتكلم (بواسطة الإرادة).