الدراري المضيئة الموصلة إلى الفصول اللؤلؤية،

صلاح بن أحمد المؤيدي (المتوفى: 1044 هـ)

فصل: [في العلم]

صفحة 95 - الجزء 1

  قال عضد الدين⁣(⁣١): وصفة: وهو ما يدل على ذات غير معينة باعتبار معنَى معين كالضارب، وغير صفة وهو بخلافه كالرجل.

  قال الشيخ لطف الله: واعلم أن هذه القسمة اعتبارية، فلا يضر تداخل الأقسام، فإن كل واحدٍ من الألفاظ المتباينَة إما كلِّي أو جزئي إلى آخر ما ذكروا.

  أيضاً يحتمل أن يكون كلُّ واحدٍ منهما أو بعضها مشتركاً أو حقيقةً أو مجازاً، وكذلك المشترك إما كلي أو جزئي بحسب معنييه أو أحدهما. انتهى.

فصل: [في العَلَم]

  لمَّا كان قسمة هذه الأقسام بعضها يحتاج إلى بيان ذكر المصنف العَلَم؛ لأنه قسم لمّا اتحد لفظه ومعنَاه ويحتاج إلى نوع بيانٍ فقال:

  (والعَلَم: ما وضع لمعينٍ) دخل جميع المعارف، فإن اللفظ في كل منهما لم يوضع إلا لمعين، والوضع في المعارف: إمَّا على جهة الخصوص، وهو بأن يتصور الواضع معنى جزئياً، ويعين اللفظ له وهو العلم، أو على جهة العموم بأن يتصور أموراً مخصوصة باعتبار أمرٍ مشترك بينهما، ويعين اللفظ بإزاء تلك الخصوصيات دفعة كتعيين لفظ أنا لكل متكلم واحدٍ، ولفظ نحن له مع غيره من الاثنين فصاعداً، ولفظ هذا لكل مشار إليه مفرد مذكر إلى غير ذلك، وهذا هو سائر المعارف.

  وخرج بقوله (لمعين): النكرة لوضعها الشائع.

  وبقوله: (لا يتناول غيره) أي غير المعنى خرج ما عدا العلم من أقسام المعرفة؛ لأن المبهمات والمضمرات وذا اللام وضعها الواضع لتطلق على أي معين يراد، بخلاف العلَم، فإن واضعه وضعه لمسمَّى معين، ولا تطرق له إلى تناوله معيناً آخر كما كان في سائر المعارف.

  وقوله: (بوضع واحدٍ) متعلق بقوله: لا يتناول أي لا يتناول غير ذلك المعين بالوضع الواحد، بل يتناول غيره بوضع آخر كالأعلام المشتركة، فإنما تتناوله بوضع آخر أي تسميَة أخرى لا بالتسميَة الأولَى، كما إذا سمي شخصٌ بزيدٍ ثُمَّ سمي بشخص آخر، فإنه وإن كان متناولاً بالوضع


(١) عضد الدين: هو القاضي عبدالرحمن بن أحمد بن عبد الغفار البكري، الإيجي - إيج بلدة من نواحي شيراز - الحنفي، ولد سنة (٧٠٠) هـ، وتوفي سنة (٧٥٦) هـ، وهو صاحب كتاب شرح العضد على مختصر المنتهى.