عروس الأفراح في شرح تلخيص المفتاح،

بهاء الدين السبكي (المتوفى: 763 هـ)

أنواع الإنشاء

صفحة 592 - الجزء 1

  نحو [من الوافر]:

  أنا ابن جلا وطلّاع الثّنايا

  أي أنا ابن رجل جلا، أو صفة؛ نحو: {وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً}⁣(⁣١) أي: صحيحة، أو نحوها؛ بدليل ما قبله، أو شرط؛ كما مر، أو جواب شرط:


  أنا ابن جلا وطلاع الثّنايا ... متى أضع العمامة تعرفونى⁣(⁣٢) (⁣٣)

  التقدير: أنا ابن رجل جلا. وعليه ما على الأول، فإن رجل ليس جزء جملة، بل فضلة، على أنه قيل: أي: جلا اسم علم فلا حذف. حينئذ، وهو مستند عيسى ابن عمر في أن فعل عنده وزن يمنع من الصرف، فلذلك لم ينون جلا. وقال سيبويه: كأنه قال: أنا ابن الذي جلا، فعلى هذا الوجه، يكون حذف الموصول.

  الثالث: جزء جملة هو صفة، كقوله تعالى: {وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً} أي كل سفينة صحيحة، أو صالحة بدليل {فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَها} وقيل: إن ابن عباس قرأ كل سفينة صالحة.

  الرابع: جزء جملة هو شرط كما مر في آخر الإنشاء، نحو: ليت لي مالا أنفقه أي: أن أرزقه.

  الخامس: جزء جملة هو جواب شرط، ويسمى الشرط في الأول، والجواب في الثانية جزء جملة، وإن كان جملة كاملة، باعتبار أنه غير مستقل، وكان الأحسن أن يقول: جزء كلام فإن الشرط جزء كلام، وإن كان جملة كاملة، وحذفه


(١) سورة الكهف: ٧٩.

(٢) أي في آخر باب الإنشاء.

(٣) البيت من الوافر، وهو لسحيم بن وثيل في الاشتقاق (٤٢٤)، والأصمعيات (ص ١٧)، وجمهرة اللغة ص ٤٩٥، ١٠٤٤، وخزانة الأدب (١/ ٢٥٥، ٢٥٧، ٢٦٦) والدرر (١/ ٩٩)، وشرح شواهد المغنى (١/ ٤٥٩)، وشرح المفصل (٣/ ٦٢)، والشعر والشعراء (٢/ ٦٤٧)، والكتاب (٣/ ٢٠٧)، والمقاصد النحوية (٤/ ٣٥٦) وبلا نسبة في الاشتقاق / ص ٣١٤)، وأمالي ابن الحاجب ص ٤٥٦، وأوضح المسالك ٤/ ١٢٧، وخزانة الأدب ٩/ ٤٠٢، وشرح الأشمونى ٢/ ٥٣١، وشرح شواهد المغنى ٢/ ٧٤٩، وشرح قطر الندى ص ٨٦، وشرح المفصل ١/ ٦١، ٤/ ١٠٥، ولسان العرب (ثنى)، (جلا) وما ينصرف وما لا ينصرف ص ٢٠، ومجالس ثعلب ١/ ٢١٢، ومغنى اللبيب ١/ ١٦٠، والمقرب ١/ ٢٨٣، وهمع الهوامع ١/ ٣٠.