الفن الثالث: علم البديع
  وأيضا: إن كان أحد لفظيه مركّبا، سمى جناس التركيب، فإن اتفقا في الخطّ، خصّ باسم المتشابه؛ كقوله [من المتقارب]:
  إذا ملك لم يكن ذاهبه ... فدعه فدولته ذاهبه
  وإلا خصّ باسم المفروق؛ كقوله [من المديد]:
  كلّكم قد أخذ الجا ... م ولا جام لنا
  ما الّذى ضرّ مدير ال ... جام لو جاملنا
  ثم للتام تقسيم آخر أشار إليه بقوله: (وأيضا إن كان أحد لفظيه مركبا) أي سواء كان الآخر مركبا فيكونان مركبين، أم لا، ويسمى جناس التركيب. قال في الإيضاح: ثم إن كان المركب منهما مركبا من كلمة وبعض كلمة، سمى مرفوا كقول الحريري:
  ولا تله عن تذكار ذنبك وابكه ... بدمع يحاكى الوبل حال مصابه
  ومثّل لعينيك الحمام ووقعه ... وروعة ملقاه ومطعم صابه(١)
  يعنى أن المصاب في الأول مفرد، والثاني مركب من صاب، وميم مطعم، ولا نظر إلى الضمير المضاف إليه فيهما، فالأول مفرد، والثاني مركب من كلمة وبعض أخرى. قال: (وإلا) أي وإن لم يكن المركب منهما مركبا من كلمة وبعض أخرى، وهذا القسم هو الذي اقتصر عليه في التلخيص، وقسمه إلى قسمين، فقال: (فإن اتفقا في الخط خص باسم المتشابه كقوله) أي قول أبى الفتح البستي:
  إذا ملك لم يكن ذاهبه ... فدعه فدولته ذاهبه(٢)
  ذاهبه الأول مضاف ومضاف إليه، والثاني اسم فاعل (وإلا) أي وإن اختلفا في الخط (خص باسم المفروق كقوله) أي قول أبى الفتح البستي:
  كلكم قد أخذ الجا ... م ولا جام لنا(٣)
  ما الذي ضر مدير ال ... جام لو جاملنا(٤)
(١) البيتان من الطويل، وهما للحريرى في المصباح (ص ١٨٥)، والإشارات (ص ٢٩٠).
(٢) البيت من المتقارب، وهو لأبى الفتح البستي في الطراز (٢/ ٣٦٠)، والإشارات (ص ٢٩٠)، وبلا نسبة في الإيضاح (١٨٥)، ونهاية الإيجاز (١٣٢).
(٣) في عقود الجمان ص: ١٤١ «ولا جام لنا» وهو الصحيح.
(٤) البيتان من الرمل، لأبى الفتح في الإشارات (ص ٢٩١)، وشرح عقود الجمان (٢/ ١٤١)، وبلا نسبة في نهاية الإيجاز (١٣٢).