عروس الأفراح في شرح تلخيص المفتاح،

بهاء الدين السبكي (المتوفى: 763 هـ)

الفن الثالث: علم البديع

صفحة 285 - الجزء 2

  وأيضا: إن كان أحد لفظيه مركّبا، سمى جناس التركيب، فإن اتفقا في الخطّ، خصّ باسم المتشابه؛ كقوله [من المتقارب]:

  إذا ملك لم يكن ذاهبه ... فدعه فدولته ذاهبه

  وإلا خصّ باسم المفروق؛ كقوله [من المديد]:

  كلّكم قد أخذ الجا ... م ولا جام لنا

  ما الّذى ضرّ مدير ال ... جام لو جاملنا


  ثم للتام تقسيم آخر أشار إليه بقوله: (وأيضا إن كان أحد لفظيه مركبا) أي سواء كان الآخر مركبا فيكونان مركبين، أم لا، ويسمى جناس التركيب. قال في الإيضاح: ثم إن كان المركب منهما مركبا من كلمة وبعض كلمة، سمى مرفوا كقول الحريري:

  ولا تله عن تذكار ذنبك وابكه ... بدمع يحاكى الوبل حال مصابه

  ومثّل لعينيك الحمام ووقعه ... وروعة ملقاه ومطعم صابه⁣(⁣١)

  يعنى أن المصاب في الأول مفرد، والثاني مركب من صاب، وميم مطعم، ولا نظر إلى الضمير المضاف إليه فيهما، فالأول مفرد، والثاني مركب من كلمة وبعض أخرى. قال: (وإلا) أي وإن لم يكن المركب منهما مركبا من كلمة وبعض أخرى، وهذا القسم هو الذي اقتصر عليه في التلخيص، وقسمه إلى قسمين، فقال: (فإن اتفقا في الخط خص باسم المتشابه كقوله) أي قول أبى الفتح البستي:

  إذا ملك لم يكن ذاهبه ... فدعه فدولته ذاهبه⁣(⁣٢)

  ذاهبه الأول مضاف ومضاف إليه، والثاني اسم فاعل (وإلا) أي وإن اختلفا في الخط (خص باسم المفروق كقوله) أي قول أبى الفتح البستي:

  كلكم قد أخذ الجا ... م ولا جام لنا⁣(⁣٣)

  ما الذي ضر مدير ال ... جام لو جاملنا⁣(⁣٤)


(١) البيتان من الطويل، وهما للحريرى في المصباح (ص ١٨٥)، والإشارات (ص ٢٩٠).

(٢) البيت من المتقارب، وهو لأبى الفتح البستي في الطراز (٢/ ٣٦٠)، والإشارات (ص ٢٩٠)، وبلا نسبة في الإيضاح (١٨٥)، ونهاية الإيجاز (١٣٢).

(٣) في عقود الجمان ص: ١٤١ «ولا جام لنا» وهو الصحيح.

(٤) البيتان من الرمل، لأبى الفتح في الإشارات (ص ٢٩١)، وشرح عقود الجمان (٢/ ١٤١)، وبلا نسبة في نهاية الإيجاز (١٣٢).