عروس الأفراح في شرح تلخيص المفتاح،

بهاء الدين السبكي (المتوفى: 763 هـ)

المحسنات اللفظية

صفحة 336 - الجزء 2

  وتضمين المصراع فما دونه: إيداعا ورفوا.

العقد

  وأما العقد: فهو أن ينظم نثر لا على طريق الاقتباس؛ كقوله (أبى العتاهية):

  ما بال من أوّله نطفة ... وجيفة آخره يفخر؟

  عقد قول على - رضى اللّه عنه -: (وما لابن آدم والفخر، وإنّما أوّله نطفة، وآخره جيفة).


  و) يسمى (تضمين المصراع فما دونه إيداعا ورفوا) ولا يخفى مناسبة هاتين التسميتين.

العقد:

  ص: (وأما العقد إلخ).

  (ش): العقد أن يؤخذ الكلام النثر، فينظم، لا على طريق الاقتباس، أي لا كما يفعل في الاقتباس، سمى عقدا، لأنه كان نثرا محلولا فصار نظما معقودا بالوزن، كقوله يعنى أبا العتاهية:

  ما بال من أوّله نطفة ... وجيفة آخره يفخر؟⁣(⁣١)

  فإنه أخذه من قول على - رضى اللّه عنه - «ما لابن آدم والفخر، وإنما أوله نطفة وآخره جيفة» قال المصنف: وقد يعقد القرآن، كقول الشاعر:

  أنلنى بالذي استقرضت خطا ... وأشهد معشرا قد شاهدوه

  فإن اللّه خلاق البرايا ... عنت لجلال هيبته الوجوه

  يقول: إذا تداينتم بدين ... إلى أجل مسمى فاكتبوه⁣(⁣٢)

  يشير بقوله تعالى: {إِذا تَدايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ}⁣(⁣٣) وقد يعقد الحديث، كما روى عن الشافعي رضى اللّه عنه أنه قال:


(١) الإيضاح بتحقيقى ص: ٣٦٥.

(٢) البيت في الإشارات ص ٣١٩، وشرح عقود الجمان (ص ٢/ ١٩١).

(٣) سورة البقرة: ٢٨٢.