المحسنات اللفظية
الحلّ
  وأما الحلّ: فهو أن ينثر نظم؛ كقول بعض المغاربة: (فإنّه لمّا قبحت فعلاته، وحنظلت نخلاته، لم يزل سوء الظنّ يقتاده، ويصدّق توهّمه الذي يعتاده)؛
  عمدة الخير عندنا كلمات ... أربع قالهن خير البرية
  اتق الشبهات وازهد ودع ما ... ليس يعنيك واعملن بنيه(١)
  فإنه أشار لقوله ﷺ: «الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات»(٢) وقوله عليه الصلاة والسّلام: «ازهد في الدنيا يحبك اللّه»(٣) وقوله عليه الصلاة والسّلام: «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه»(٤) وقوله عليه الصلاة والسّلام: إنما الأعمال بالنيات(٥) وقد يقال: إن هذا الباب كله من التلميح كما ستراه.
  الحل: ص: (وأما الحل إلخ).
  (ش): الحل عكس العقد، وهو أن يجعل النظم نثرا قال المصنف: وشرط كونه مقبولا أمران، أحدهما: أن يكون سبكه مختارا لا يتباعد عن سبك أصله، والثاني: أن يكون حسن الموقع مستقرا في محله غير قلق، وذلك كقول بعض المغاربة: فإنه لما قبحت فعلاته، وحنظلت نخلاته، لم يزل سوء الظن يقتاده، ويصدق توهمه الذي يعتاده. فإنه حل لقول أبى الطيب:
(١) البيت الشافعي، انظر عقود الجمان ٢/ ١٩١.
(٢) أخرجه البخاري في «الإيمان»، باب: فضل من استبرأ لدينه (١/ ١٥٣)، (ح ٥٢)، وفي «البيوع»، ومسلم في «المساقاة»، (ح ١٥٩٩).
(٣) «صحيح» أخرجه ابن ماجة، والطبراني والحاكم والبيهقي عن سهل بن سعد، وانظر صحيح الجامع (ح ٩٢٢)، وراجع الصحيحة (ح ٩٤٤).
(٤) «صحيح» أخرجه الترمذي وابن ماجة عن أبي هريرة، وأحمد والطبراني عن الحسين بن علي، والحاكم في «الكنى» عن أبي بكر الشيرازي وعن أبي ذر، وغيرهم، وانظر صحيح الجامع (ح ٥٩١١).
(٥) هذا الحديث رواه البخاري في «بدء الوحي» وقد افتتح به صحيحه (ح ١)، ورواه أيضا في مواضع أخر من صحيحه، ومسلم في «الإمارة»، (ح ١٩٠٧)، وهذه الأحاديث الأربعة عليها مدار هذا الدين.