عروس الأفراح في شرح تلخيص المفتاح،

بهاء الدين السبكي (المتوفى: 763 هـ)

[الجزء الأول] أحوال المسند إليه

صفحة 174 - الجزء 1

تعريف المسند إليه بالإشارة:

  وبالإشارة:

  ١ - لتمييزه أكمل تمييز؛ نحو [من البسيط]:

  هذا أبو الصّقر فردا في محاسنه ... من نسل شيبان بين الضّال والسّلم⁣(⁣١)


  إنّ الّذى الوحشة في داره ... تؤنسه الرّحمة في لحده

  وهذا يمكن جعله من وجه بناء الخبر، ويمكن أن يجعل ذريعة لجبر خواطر الفقراء قال: وربما قصد توجه ذهن السامع إلى ما قد يخبر به، كقول المعرى:

  والذي حارت البريّة فيه ... حيوان مستحدث من جماد⁣(⁣٢)

  قيل: أراد ابن آدم؛ لأنه من تراب، وقيل: أراد به ناقة صالح وسنتكلم عليه عند الكلام على تقديم المسند إليه.

تعريف المسند إليه بالإشارة:

  ص: (وبالإشارة لتمييزه أكمل تمييز إلخ).

  (ش): يؤتى بالمسند إليه اسم إشارة لأحد أمور:

  الأول: أن يقصد تميزه؛ لإحضاره في ذهن السامع حسا، فالإشارة أكمل ما يكون من التمييز، كقول ابن الرومي:

  هذا أبو الصّقر فردا في محاسنه ... من نسل شيبان بين الضّال والسّلم⁣(⁣٣)

  وقول المتنبي:

  أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنا ... وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدّوا⁣(⁣٤)

  وقول مادح حاتم الطائي:


(١) البيت لابن الرومي، وسقط عجزه في بعض النسخ.

(٢) البيت لأبى العلاء في المصباح في المعاني والبيان والبديع لبدر الدين بن مالك ص ١٥، وفى الإشارات والتنبيهات للجرجاني ص ٤٦.

(٣) البيت لابن الرومي في الإشارات والتنبيهات للجرجاني ص ٣٨.

(٤) البيت من الطويل وهو للحطيئة في ديوانه ٤١، ولسان العرب ٣/ ٢٩٧ (عقد)، ١٤/ ٩٤، ٨٩ (بنى)، والمخصص ٢/ ٥، ٦٤/ ١٥، ١٢٢/ ١٣٩، وتهذيب اللغة ١/ ١٥، ١٩٧/ ٤٩٢، وتاج العروس (بنى)، وله رواية:

أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنا ... وإن عاهدوا أوفوا وإن عاقدوا شدوا