عروس الأفراح في شرح تلخيص المفتاح،

بهاء الدين السبكي (المتوفى: 763 هـ)

[الجزء الأول] أحوال المسند إليه

صفحة 264 - الجزء 1

تأخير المسند إليه:

  وأمّا تأخيره: فلاقتضاء المقام تقديم المسند.

إخراج الكلام على خلاف مقتضى الظاهر:

  هذا كلّه مقتضى الظاهر؛ وقد يخرج الكلام على خلافه:

  أ - فيوضع المضمر موضع المظهر؛ كقولهم: (نعم رجلا) مكان: (نعم الرجل زيد) في أحد القولين⁣(⁣١)، وقولهم: (هو أو هي زيد عالم) مكان الشأن أو القصة؛ ليتمكّن ما يعقبه في ذهن السامع؛ لأنه إذا لم يفهم منه معنى، انتظره.


  بعض الصور لا يلزم منه النفي عن الجملة، لأن قولنا: ليس كل رجل يحمل الصخرة العظيمة صادق باعتبار الأفراد كاذب باعتبار الجملة، فقد صح النفي عن الأفراد ولم يصح عن المجموع، فالنفى عن الأفراد لا يستلزم النفي عن الجملة بخلاف نفى الأفراد فإنه يستلزم نفى الجملة.

  الخامس عشر: أن قول عبد القاهر: إما أن تكون في حيز النفي أو معمول الفعل المنفى تقسيم متداخل، لأنها إذا كانت معمولة للفعل المنفى كانت في حيز النفي، وقد يجاب عنه بأن حيز النفي محله وهو النفي فقط والنكرة المنفية أقوى في الدلالة على العموم من النكرة في سياق النفي، ولذلك قال الآمدي في أبكار الأفكار: إن النكرة في سياق النفي لا تعم وإنما تعم النكرة المنفية.

تأخير المسند إليه:

  ص: (وأما تأخيره فلاقتضاء المقام تقديم المسند).

  (ش): أي تأخير المسند إليه يكون لقيام سبب يقتضى تقديم المسند، وسيأتي ذكر أسبابه إن شاء الله تعالى.

إخراج الكلام على خلاف مقتضى الظاهر:

  ص: (هذا كله مقتضى الظاهر وقد يخرج الكلام على خلافه فيوضع المضمر موضع المظهر إلخ).

  (ش): أي ما ذكرناه من هذه الأمور هو الجاري على مقتضى الظاهر، أي مقتضى القياس الوضعي، وقد يخرج المسند إليه على خلافه فيوضع المضمر موضع المظهر،


(١) وهو قول من يجعل المخصوص خبر مبتدأ محذوف، لا على رأى من يجعله مبتدأ، ونعم رجلا خبر.