عروس الأفراح في شرح تلخيص المفتاح،

بهاء الدين السبكي (المتوفى: 763 هـ)

أنواع الإنشاء

صفحة 423 - الجزء 1

  ومنها: الاستفهام؛ وألفاظه الموضوعة له: (الهمزة) و (هل) و (ما) و (من) و (أىّ) و (كم) و (كيف) و (أين) و (أنّى) و (متى) و (أيّان):


  جواب الترجى، لأنا نقول: هذا تمن لا ترج، واستشهاد بعض النحاة على نصب جواب الترجى لا ينافي هذا؛ لأن النحوي ينظر في الترجى والتمني إلى اللفظ، والبيانى ينظر إلى المعنى وقول المصنف: (لبعد المرجو عن الحصول) قد يقال: كيف يجتمع ذكر الترجى مع البعد؟ وجوابه أنه لما ذكر الترجى المصطلح عليه أنه للقرب، بل ذكر المرجو المشتق من الرجاء، ولا شك أن الرجاء لغة لأعم من القريب والبعيد، وقول المصنف: ليتولد، وقوله:

  لتضمينهما معنى التمني، يشعر بأن معنى التمني يجتمع مع الاستفهام في هل وألا وهلا، ومع الامتناع في لولا وأنهما يسلبان معنى الاستفهام والامتناع، ويخلفه التمني، وفيه نظر بالنسبة إلى هل ولو، وسيأتي عن التنوخي تحقيقه في بقاء الترجى مع الاستفهام في لعل وأما الاستفهام في هلا وألا، والامتناع في لولا ولو ما فلا شك في عدمه إلا أن يريد بقاء التحضيض والتنديم. ثم قول المصنف: ليتولد منه في الماضي التنديم، وفى المضارع التحضيض، صواب العبارة أن يقول: وفى المستقبل؛ لأن المضارع إذا وقع بعد هذه الحروف احتمل المضي والاستقبال كما ذكره ابن مالك وغيره، والتحضيض لا تعلق له بالمضارعة التي هي صفة لفظ الفعل، بل بالاستقبال الذي هو أحد مدلوليه أو مدلوله.

  (تنبيه): قد يتضمن التمني معنى الخبر، قال الزمخشري في قوله تعالى: {وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقالُوا يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا}⁣(⁣١): يجوز أن يكون ولا نكذب معطوفا على نرد أو حالا، قال: ولا يدفعه قوله تعالى: {وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ}⁣(⁣٢)؛ لأنه تمن قد تضمن معنى العدة فتعلق به التكذيب، وهذا ما قدمنا الوعد به عند الكلام على حد الإنشاء والخبر، وقول الزمخشري: إن التكذيب تتعلق به العدة، مخالف لما ذكره ابن قتيبة.

٢ - الاستفهام:

  ص: (ومنها الاستفهام ... إلخ).

  (ش): الاستفهام أحد أنواع الطلب استفعال، فهو طلب الفهم، وقد يخرج عن ذلك لتقرير أو غيره، وله ألفاظ ذكرها المصنف، وهى الهمزة وهل وما ومن وأي وكم


(١) سورة الأنعام: ٢٦.

(٢) سورة الأنعام: ٢٧.