عروس الأفراح في شرح تلخيص المفتاح،

بهاء الدين السبكي (المتوفى: 763 هـ)

وهي ضربان: معنوى، ولفظي:

صفحة 231 - الجزء 2

  ونحو قوله [من الكامل]:

  لا تعجبي يا سلم من رجل ... ضحك المشيب برأسه فبكى

  ويسمى الثاني إيهام التضادّ.

المقابلة

  ودخل فيه ما يختصّ باسم المقابلة؛ وهي أن يؤتى بمعنيين متوافقين أو أكثر، بما يقابل ذلك على الترتيب،


  لا تعجبي يا سلم من رجل ... ضحك المشيب برأسه فبكى⁣(⁣١)

  فإنه لا تضاد بين الشيب الذي هو ضحك المشيب وبين البكاء، بل هما متناسبان، إلا أنه لما كان الضحك الحقيقي معناه السرور، أوهم باستعارته للمشيب أنه ضحك حقيقة فقابله بضد الضحك الحقيقي وهو البكاء، ومن الناس من زعم أن الضمير في فبكى يعود إلى المشيب بتأويل ودعاه إلى ذلك توهم أن المقابلة تستدعى اتحاد المسند إليه، وليس كذلك، وسيأتي مع عدم الاتحاد في قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى}⁣(⁣٢) الآية وقد جعل من هذا قوله:

  لو ذقت برد رضاب تحت مبسمها ... يا حار ما لمت أعضائي الّتى ثملت

  فإن من سمع يا حار توهم أنه ضد، برد، وكذلك لو قال: يا صاح لطابقه قوله: «ثملت» وقد يعترض عليهما بأن حار لا يوهم المطابقة إلا لو شدّدت راؤه، وكذلك «صاح» إنما أن لو كان صاحبي، لأن الموهم إنما هو صاحبي بالياء.

  المقابلة: ص: (ودخل فيه ما يختص باسم المقابلة إلخ).

  (ش): أي: دخل في الطباق ما يسمى مقابلة، وهي - أي: المقابلة - أن يؤتى بمعنيين متوافقين أو أكثر، بأن يكون معان متوافقة، ثم يؤتى بما يقابل ذلك على الترتيب بأن يكون الأول للأول؛ والثاني للثاني، وقال المطرزي في شرح المقامات:

  المقابلة أعم من الطباق، فإن المقابلة يدخل فيها نحو: «أنت ابن الدنيا وغيث الجود» فلم


(١) البيت لدعبل، الإيضاح ص ٣٤٠، عقود الجمان ج ٢ ص ٧٠.

(٢) سورة الليل: ٥.