عروس الأفراح في شرح تلخيص المفتاح،

بهاء الدين السبكي (المتوفى: 763 هـ)

وهي ضربان: معنوى، ولفظي:

صفحة 234 - الجزء 2

مراعاة النظير

  ومنه: مراعاة النظير، ويسمّى التناسب والتوفيق، وهو جمع أمر وما يناسبه لا بالتضاد؛ نحو: {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ}⁣(⁣١)، وقوله [من الخفيف]:

  كالقسىّ المعطّفات بل الأس ... هم مبريّة بل الأوتار

  ومنها⁣(⁣٢): ما يسمّيه بعضهم: تشابه الأطراف؛ وهو أن يختم الكلام بما يناسب ابتداءه في المعنى؛ نحو: {لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}⁣(⁣٣)، ويلحق بها نحو: {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ}⁣(⁣٤)، ويسمّى إيهام التناسب.


  مراعاة النظير: ص: (ومنه مراعاة النظير).

  (ش): أي هو من التحسين المعنوي قال: (ويسمى التناسب والتوفيق أيضا) ويسمى الائتلاف، وكان الأحسن تسميته «التأليف» لموافقة التوفيق، وهو جمع المتكلم أمرا مع ما يناسبه لا بالتضاد، أي تكون المناسبة بغير المضادة كقوله تعالى: {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ} فإنهما متناسبان، غير متضادين ومنه قوله - وهو البحتري - يصف الإبل الأنضاء المهازيل، وقيل: الرماح:

  كالقسىّ المعطفات بل الأس ... هم مبرية بل الأوتار⁣(⁣٥)

  وكقول ابن رشيق:

  أصحّ وأقوى ما سمعناه في النّدى ... من الخبر المأثور منذ قديم

  أحاديث ترويها السّيول عن الحيا ... عن البحر عن كفّ الأمير تميم⁣(⁣٦)

  قوله: (ومنها) أي: من مراعاة النظير (ما يسميه بعضهم تشابه الأطراف، وهو أن يختم الكلام بما يناسب ابتداءه، كقوله تعالى: {لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ


(١) سورة الرحمن: ٥.

(٢) أي من مراعاة النظير.

(٣) سورة الأنعام: ١٠٣.

(٤) سورة الرحمن: ٥ - ٦.

(٥) البيت للبحترى، الإيضاح ص ٣٤٤، عقود الجمان ج ٢ ص ٧٥، التلخيص ص ٨٨، المصباح ص ٢٥٠.

(٦) المصباح ص ٢٥٢، الإيضاح (ص ٣٤٤)، شرح عقود الجمان ج ٢ ص ٧٦.