عروس الأفراح في شرح تلخيص المفتاح،

بهاء الدين السبكي (المتوفى: 763 هـ)

وهي ضربان: معنوى، ولفظي:

صفحة 280 - الجزء 2

الاطراد

  ومنه: الاطّراد؛ وهو أن تأتى بأسماء الممدوح أو غيره وأسماء آبائه، على ترتيب الولادة، من غير تكلّف؛ كقوله [من الكامل]:

  إن يقتلوك فقد ثللت عروشهم ... بعتيبة بن الحارث بن شهاب


  وإخوان حسبتهم دروعا ... فكانوها ولكن للأعادى

  وخلتهم سهاما صائبات ... فكانوها ولكن في فؤادي

  وقالوا: قد صفت منّا قلوب ... لقد صدقوا ولكن من ودادي⁣(⁣١)

  قال: والمراد البيتان الأولان ولك أن تجعل نحوهما ضربا ثالثا. قلت: لم يظهر لي ما يتميز به هذا عن الضرب السابق، حتى يجعل ثالثا ولم يظهر الفرق بين البيت الثالث والأولين.

  الاطراد: ومنه الاطراد، وهو أن تأتى بأسماء المذكور وآبائه ممدوحا كان أو غيره على ترتيب الولادة الابن، ثم الأب، ثم الجد، كقول الشاعر:

  إن يقتلوك فقد ثللت عروشهم ... بعتيبة بن الحارث بن شهاب⁣(⁣٢)

  وبهذا المثال تعلم أن إطلاق الآباء فيه تجوز، لأنه ليس في البيت إلا أبوان، وكقول دريد بن الصمة:

  قتلنا بعبد اللّه خير لداته ... ذئاب بن أسماء بن زيد بن قارب⁣(⁣٣)


(١) الأبيات منسوبة لأكثر من شاعر، فقد نسب لابن الرومي، وأبى العلاء، ولعلي بن فضالة القيرواني، وهي بلا نسبة في الإشارات ص ٢٨٨.

(٢) البيت من الكامل، وهو لربيعة الأسدي في لسان العرب ١٣/ ٤٦٤، (يمن)، وتاج العروس ٢/ ٤١٦، (ذأب)، وهو للعباس بن مرداس في ديوانه ص ٣٦، ورواية صدره فيه: «كثر الضجاج وما سمعت بفاق»، والدرة الفاخرة ١/ ٣٢٥، والمستقصى ١/ ٢٥٩، ومجمع الأمثال ٢/ ٦٦، وتاج العروس ٣/ ٣١٣، (عتب)، ورواية صدره:

إن يقتلوك فقد هتكت بيوتهم

(٣) البيت من الطويل، وهو لخفاف بن ندبة في ملحق ديوانه ص ١٣٠، ولدريد بن الصمة في ديوانه ص ٣٦، ولخفاف أو لدريد في لسان العرب ١٣/ ٩٢ (جنن). وراجع المزيد من مصادر البيت في ديوان خفاف بن ندبة، وديوان دريد بن الصمة. ويروى البيت بلفظ:

فتكنا بعبد اللّه خير لداته ... ذئاب بن أسماء بن بدر بن قارب