عروس الأفراح في شرح تلخيص المفتاح،

بهاء الدين السبكي (المتوفى: 763 هـ)

المحسنات اللفظية

صفحة 299 - الجزء 2

السجع

  ومنه: السجع؛ قيل: وهو تواطؤ الفاصلتين من النثر على حرف واحد، وهو معنى قول السكاكى: هو في النّثر كالقافية في الشعر.

  وهو ثلاثة أضرب: مطرّف إن اختلفا في الوزن،


  (تنبيه): زاد بعضهم من أنواع الجناس: جناس الإضمار، وهو أن يضمر ركنا الإسناد ويذكر ألفاظ مرادفة لأحدهما، فيدل المظهر على المضمر، كقول الحلى:

  وكلّ سيف أتى باسم ابن ذي يزن ... في فتكه بالمعنى أو أبى هرم⁣(⁣١)

  فإن ابن ذي يزن اسمه سيف، واسم أبى هرم سنان، وذكر الإمام فخر الدين، وغيره جناس الإشارة، وهو أن يطوى أحد ركنى الإسناد ...

  (٢)

  (تنبيه): قسم صاحب بديع القرآن رد العجز على الصدر إلى: لفظي، وهو ما سبق.

  وإلى معنوي، وهو ما رابطه معنوي كقوله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}⁣(⁣٣) فإن معنى صدر الكلام مناقض مع عجزه، والفرق بين هذا الضرب وبين التسهيم، أنّ تقاضى هذا معنوي، وتقاضى التسهيم لفظي.

  السجع: ص: (ومنه السجع إلخ).

  (ش): من البديع اللفظي السجع مأخوذ من سجع الحمام، وهو تغريده، وهو محمود، وقال الرماني: «السجع عيب» وكأنه يريد ما يقصد لفظه غير تابع للمعاني، ويسمى غير ذلك فواصل - كما سيأتي - عن غيره. قال الخفاجي: «السجع محمود إنما الاستمرار عليه في الدوام لا يحمد» ولذلك لم تجئ فواصل القرآن كلها على سبيل السجع، بل فيه ذلك تارة وغيره أخرى، (قيل: وهو تواطؤ الفاصلتين من النثر على حرف واحد) يعنى الكلمتين اللتين هما آخر القرينتين (وهو معنى قول السّكّاكى: هو في النثر كالقافية في الشعر وهو) ثلاثة أضرب: (مطرف إن اختلفتا) أي الفاصلتان


(١) البيت من البسيط، وهو للصفى الحلى في شرح عقود الجمان (٢/ ١٤٧).

(٢) مكان النقط بياض بالأصل.

(٣) سورة المائدة: ١٠٥.